مِزَاجٌ رَقِيقٌ وَجِسْمٌ نَحِيفْ – خليل مطران

مِزَاجٌ رَقِيقٌ وَجِسْمٌ نَحِيفْ … وَقَلْبٌ رَفِيقٌ وَظِلٌّ خَفِيفْ

وَلفْظٌ لَعُوبٌ وَلَحْظٌ وَثُوبٌ … وَعَقْلٌ رَصِينٌ وَرَأْيٌ حَصِيفْ

كَذَاكِ خُلِقْتِ فَكُنْتِ كَمَا … يَشَاءُ الصِّبَا وَالضَّمِيرُ العَفِيفْ

وَلَمْ تَرْتَضِي الحُسْنَ إِلاَّ الصَّحِيحَ … وَلاَ الطَّبْعَ إِلاَّ الأَنِيسَ الأَلِيفْ

وَليْلَةِ بَدْرٍ صَفَا جَوُّهَا … وَبَاحَ بِسِرِّ السُّكُونِ الحَفِيفْ

وَأَلْقَتْ بِسَمْعٍ ظِلاَلُ الريَا … ضِ لِنَجْوَى قُلوبٍ بِهِنَّ تُطِيفْ

وَصَبَّ عَلَى النيلِ شِبْهَ السُّيُو … لِ مُنِيرُ الدُّجَى مِنْ سَنَاهُ الضَّعِيفْ

فَموَّجْنَهُ ثُمَّ ضَاحَكْنَهُ … وَجَارَيْنَهُ فِي دِعَابٍ لَطِيفْ

رَأَيْتُكِ خَلاَّبَةً لِلْعُقُو … لِ فِي مُتَجَلى سَنِيٍّ مُنِيفْ

مُنىً وَمَعَانٍ أَبَى الحُسْنُ أَنْ … تُرَى فِي مِثَالِ التُّرَابِ الكَثِيفْ

فَخَيَّلَهَا البَدْرُ رُوحاً بَدَتْ … عَلَى البُعْدِ فِي حُلَّةٍ مِنْ شُفُوفْ

تَلُوحُ وَتَخْفي كَأَنَّ الأَشِعَّة … آناً مَرَاءٍ وَآناً سُجُوفْ

فَيُلْقِي شُعَاعٌ عَلَيْهَا نَصِيفاً … وَيَنْزِعُ آخرُ عَنْهَا النَّصِيفْ