مَن حطَّ هضبتك الرفيعه – حيدر بن سليمان الحلي
مَن حطَّ هضبتك الرفيعه … وأباح حوزتك المنيعه؟
وطواك والتقوى بقبرٍ … ضمَّ جسمك والشريعه
وأعاد ملَّة “أحمدٍ” … ثكلى وذات حشاً وجيعه
تنعاك واضعة ٌ على … ظهرٍ أجبَّ يداً قطيعه
يا راحلاً بالعلم تنـ … ـقله عن الدنيا جميعه
وموَّسداً في تربة ٍ … بات الصلاحُ بها ضجيعه
كنت الذريعة للهدى … واليوم بعدك لا ذريعه
إن الورى في فترة ٍ … عمياء ليس لها طليعه
ترتاد مثلكَ سابقاً … بين الحسيرة والضليعه
ما كان أحوجها لطبّك … أيها الراقي اللسيعه
فاذهب فلم تصلحْ لمثـ … ـلكَ هذه الدنيا الخدوعه
فلها دخلتَ وأنت محمو … دُ السجيّة والطبيعه
وصحبتها بجوارحٍ … عصمت لخالقها مطيعه
وخرجت منها طاهر الـ … أبراد مشكور الصنيعه
فلتبك مفقدكَ الورى … يا نيّراً فقدت طلوعه
ولنستر الهلاكُ خلَّـ … ـتها ولا تشكو القطيعه
قد فاتها العينُ البصير … ة ُ منك والأُذن السميعه
كانت ترى بك من أما … مك غرَّ أوصافٍ بديعه
قد راض نفسك زهدُه … فغدت بقرصيه قنوعه
وبلبس طمريه اكتفت … فاستشعرت بهما خشوعه
وصنعتَ إذ كنت الأمين … على الحقوق بها صنيعه
ورأيتَ فيها رأيه … لما لديك غدت وديعه
فلذا بها ساويتَ عا … في الورى الأرض الوسيعه
عادت كيوم وفاته … لك ذات أحشاءٍ صديعه
هذي الفجيعة ُ جددتْ … أحزانها تلك الفجيعه
خفض عليك أخا العزاء … وسكّن النفسَ الجزوعه
فالدينُ «بالمهديِّ» كفـ … ـكف في تسليّه دموعه
هذا إمامُ العصر مفزع … كلِّ ذي كبدٍ مروعه
هو صارعُ الأعداء نا … عش كلِّ ذي نفس صريعه
إنْ تدعُه لملمَّة ٍ … جاءت كفايتُه سريعه
فتراه يكتمه ويأبى اللّـ … ـهُ إلا أن يذيعه
يا من يساميه وراءك … عن معاليه الرفيعه
أتعبت نفسك في تكلّـ … ـف ما الذي لن تستطيعه
مولى ً هو البحرُ المحيط … بكل مكرمة ٍ بديعه
نشأت بنوه سحائباً … أضحت بها الدنيا مريعه
فإذا ثرى الأرض اقشعـ … ـرَّ أديمه كانوا ربيعه
ولدتهمُ أمُّ الفخار … بدارة الحسب الرفيعه
نسبٌ عقدن أصوله … بذوائب العليا فروعه
يا أيها الخلفُ المشيّد … للهدى فينا ربوعه
والمستجار بركنه … في كلِّ نازلة ٍ فظيعه
فلأنت بعد “المرتضى ” … نعم البقيَّة للشريعه
وحدا نسيمُ العفو سا … جمُ غيثه فمري ضروعه
وسقى ثرى جدثٍ أقا … م مجاوراً فيه شفيعه