مَنْ لِعَيْنٍ إِنْسَانُهَا لاَ يَنَامُ – محمود سامي البارودي

مَنْ لِعَيْنٍ إِنْسَانُهَا لاَ يَنَامُ … وَ فؤادٍ قضى عليهِ الغرامُ

أقطعُ الليلَ بينَ حزنٍ وَ دمعٍ … وَسُهَادٍ، وَالنَّاسُ عَنِّي نِيَامُ

لا صديقٌ يرثي لما بتُّ ألقا … هُ ، وَ لاَ مسعدٌ فأينَ الكرامُ ؟

لمْ تدعْ لوعة ُ الصبابة ِ مني … غيرَ نفس غذاؤها الآلامُ

رَقَّ طَبْعُ النَّسِيمِ رِفْقاً بِحَالِي … وَبَكَى ـ رَحْمَة ً ـ عَلَيَّ الْحَمَامُ

وَ بنفسي لوْ كنتُ أملكُ نفسي … قَمَرٌ نُورُهُ عَلَيَّ ظَلاَمُ

تَسْتَطِيبُ الْقُلُوبُ فِيهِ الرَّزَايَا … وَ تلذُّ الضنى بهِ الأجسامُ

غَيَّرَتْهُ الْوُشَاة ُ؛ فَازْوَرَّ عَنِّي … وَ هوَ منى بنجوة لاَ ترامُ

زعموني أتيتُ ذنباً ، وَ ما لي … يعلمُ اللهُ في هواهُ أثامُ

سَوْفَ يَلْقَى كُلُّ امْرِىء ٍ مَا جَنَاهُ … وَ إلى اللهِ ترجعُ الأحكامُ

يا نديميَّ علالاني ، فلنْ تهـ … ـلِكَ نَفْسٌ قَدْ عَلَّلَتْهَا النِّدَامُ

ربَّ قول يردُّ لهفة َ قلب … وَ كلامٍ تجفُّ منهُ الكلامُ

وَ منَ الماسِ منْ تراهُ سليماً … وَ هوَ داءٌ تدوى بهِ الأفهامُ

قدْ لعمري بلوتُ دهري ، فما أحـ … ـمَدْتُ مِنْهُ مَا تَحْمَدُ الأَقْوَامُ

صَلَفٌ لاَ يَبُلُّ غُلَّة َ صَادٍ … وَ مراعٍ هشيمها لا يشامُ

أطلبُ الصدثَ في الوداد … يصدقُ الودُّ وَ العهودُ رمامُ ؟

كلما قلتُ قدْ أصبتُ خليلاً … فَانْظُرُوا: كَيْفَ تُعْبَدُ الأَصْنَامُ؟

فَتَفَرَّدْ تَعِشْ بِنَفْسِكَ حُرّاً … ربَّ فردِ يخشاهُ جيشٌ لهامُ

وَاحْذَرِ الضَّيْمَ أَنْ يَمَسَّكَ؛ فَالضَّيْـ … ـمُ حِمَامٌ يَفِرُّ مِنْهُ الْحِمَامُ

ضلَّ قومٌ توهموا الصبرَ حاماً … وَ هوَ إلاَّ لدى الكريهوِ ذامُ

يَحْسَبُونَ الْحَيَاة َ في الذُّلِ عَيْشاً … وَ هوَ موتٌ يعيشٌ فيهِ اللئامُ

كلمات: خالد زارع

ألحان: طلال مداح