مَنْ بَذْلُهُ بَذْلُ الشْبَابِ – خليل مطران

مَنْ بَذْلُهُ بَذْلُ الشْبَابِ … فِي نَجْدَةِ الَوَطَنِ المُصَابِ

هُمْ مِنْ عَوَامِلِهِ إِذَا … شُرِعَتْ بِأَمْكِنَةِ الحِرَابِ

وَهُمُ الأَسَا لِجِرَاحِهِ … إِنْ عَضَّهُ دَهْرٌ بِنَابِ

وَهُمُ المُقِيلُو جَدِّهِ … بِالعَزْمِ حِينَ الجَدُّ كَابِ

دُونَ النَّضَارَةِ في المُحَيّ … ا وَالغَضَاضَةِ فِي الإِهَابِ

دُوْنَ الْرَشَاقًةِ في المَعَاطِفِ … وَالأَنَاقَةِ في الثِّيَابِ

كَمْ مِنْ مَحَاسِنَ في نُفُو … سِهِمُ الأَبِيَّاتِ الصِّلاًّبِ

تِلْكَ النُّفُوسُ الطَّامِحَا … تُ بِهِمْ إلى أَسْنَى طِلاَبِ

أَلصَّادِفَاتِ عَنِ الهَوَا … نِ وَعَنْ مَوَارِدِهِ العِذَابِ

أَلنَّاظِرَاتُ إلى علٍ … أَلصَّابِرَاتُ عَلَى العَذَابِ

أَلذَّاهِبَاتُ إلى الكِفَا … حِ وَلاَ تَرَدُّدَ في الذَهَابِ

أَلرَّاقِيَاتِ إلى الفِدَى … بَيْنَ المَجَانَةِ وَاللَّعَابِ

فِتْيَانَ مِصْرُ اليَوْمُ فِي … أَيَّامِهَا فَصْلُ الخِطَابِ

إِنَّا لَنَدْعُوكُمْ وَنَطْ … مَعُ في الْجَمِيل مِنَ الجَوَابِ

وَنَوَدُّ أَنْ يُجْلَى لَكُمْ … مِنْ أَمْرِكُمْ وَجْهُ الصَّوَابِ

صِدْقُ النَّصِيحَةِ خَيْرُ مَا … يُهْدِي المَشِيبُ إلى الشَّبَابِ

مَا كُلُّ نَصْرٍ لِلبِلاَ … دِ جَنَى الطِّعَانِ أَوِ الضِّرَابِ

أَلرَّأْيُ أَمْضَى في سِدَا … دِ ثُغُورِهَا وَالسَّيْفُ نَابِ

وَبِقَدْرِ مَا تَرْبُو فَضَا … ئِلُ نَشْئِهَا فَالمَجْدُ رَابِ

رُوضُوا النُّفُوسَ عَلَى الحِسَا … بِ فَلاَ نَجَاحَ بِلاَ حِسَابِ

وَتَبَيَّنُوا فَضْلَ التَّعَا … وُنِ مِنْ مَرَافِقِهِ الرِّغَابِ

لاَ يَعْتَلِلْ مَنْ لَمْ يَسِرْ … قَصْداً بِأَنَّ الطبْعَ آبِ

فَمِنَ السَّجَايَا مَنْ يُقَوِّ … مُهُ اللَّبِيبُ بِالاِكْتِسَابِ

هَلْ أَرْضكُمْ وَطَنٌ لَكُمْ … وَالرِّزْقُ عَنْهَا في اغْتِرَاب

هَيْهَاتَ تَحْسُنُ حَالُ قُوْ … مٍ وَالصِّنَاعَةُ في يَبَابِ

لاَ تُحْجِمُوا عَنْ فَتْحِ بَا … بٍ لِلمَنَافِعِ بَعْدَ بَابِ

تَشْكُو الدِّيَارُ خَصَاصَةً … وَالتِّبْرُ مِنْهَا في التُّرَابِ

وَذَكَاءُ أَهْلِيَهَا قَدِيم … اً جَاءَ بِالعَجَبِ العُجَابِ

آتُوا زَكَاتَكُمُ فَفِي … هَا البِرُّ مَزْدَوِجُ الثَّوَابِ

نَاهِيكُمُ بِالغُنْمِ مِنْ … غُنْمِ وَبِالشَّرَفِ اللُّبَابِ

بِالأَمْسِ كُنْتُمْ لاَ تُبَا … لُونَ الشِّدَادَ مِنَ الصِّعَابِ

وَاليَوْمَ نُصْبَ عُيُونِكُمْ … سُبُلٌ مُمَهَّدَةُ العِقَابِ

وَضَحَ المَصِيرُ وَلَيْسَ فِي … حُسْنِ المَصِيرِ مِنَ ارتِيَابِ

قِتْيَانَ مِصْرَ إلى الأَمَا … مِ فَفِي التَّخَلُّفِ أَيُّ عَابِ

آمَالُ مَصْرَ بِكُمْ كِبَا … رٌ وَالْمَفَاخِرُ في ارْتِقَابِ

لَبُّوا النِّدَاءَ وَحَاذِرُوا … عُقْبَى التَّنَابُذِ وَالتَّنَابِي

فَإِذَا فَعَلْتُمْ فالَّذِي … في الغَيْبِ شَفَّافُ الحِجَابِ

ذَاكُمْ هُوَ الفَتْحُ العَزِي … زُ بِيُمْنِ فَاتِحِةِ الكِتَابِ

نَسْتَقْبِلُ النُّعْمَى بِهِ … وَالعَيْشُ مُخْضَرُّ الجَنَابِ

وَالعِلمُ مَرْفُوعُ الذُّرَى … وَالفَنُّ مَعْمُورُ الرِّحَابِ