مَغانمُ صَفو العَيشِ أسنى المَغانمِ، – صفي الدين الحلي

مَغانمُ صَفو العَيشِ أسنى المَغانمِ، … هي الظلّ، إلاّ أنهُ غيرُ دائمِ

ملَكتُ زِمامَ العَيشِ فيها، وطالَما … رفعتُ بها أولى وقوعِ الجوازمِ

مَغاني الحِمى جادَتْ سَحائبُ أدمُعي … عليكِ، إذا جفتْ جفونُ الغمائمِ

ملاعبُ لهوٍ كم قضيتُ بربعها … لباناتِ أيامِ الصبا المتقادمِ

من الجانبِ الغربيّ من أرضِ بابلٍ … معاهدُ أنسٍ مشرقاتُ المباسمِ

مَعالمُ بَينَ القَلعَتَينِ، وإنّما … محلُّ المعالي بينَ تلكَ المعالمِ

مكَثتُ بها دَهراً، وعَيني قَريرَة ٌ … بها، ورواقُ العزّ عالي الدعائمِ

مَقيلي ظُهورُ الصّافِناتِ، ومُؤنِسي … رياضُ الكلا دونَ الحشايا النواعمِ

ميعُ يقيني ضيمُ كلّ غضنفرٍ … طَويلِ نِجادِ السيّفِ ماضي العزائمِ

متى جادَ نادى مالهُ يا لطارقٍ، … وإن سارَ نادى عرضهُ يا سالمِ

مواضي سرورٍ لا انتفاعَ بذكرها، … إذا لم أُعِدها بارتِكابِ العَظائِمِ

منبهُ عزمٍ إنهُ غيرُ راقدٍ، … وموقظُ حزمٍ إنهُ غيرُ نائمِ

مطلتُ السرى حتى مللتُ، كأنما … عليّ مَقامُ الذلّ ضربَة ُ لازِمِ

متى جادَ نادى مالهُ يا لطارقٍ، … وإن سارَ نادى عرضهُ يا لسالمِ

منعتُ عن الترحالِ عيسي، ومنعها … عن المَلِكِ المَنصورِ إحدى العَظائِمِ

مليكٌ جبالُ الأرضِ من حلمهِ انتشتْ، … وأبحُرُها من جُودِهِ المُتَلاَطِمِ

مُفَرِّقُ شَملِ المالِ بعدَ اجتماعِهِ، … وفي راحتيهِ جمعُ شملِ المكارمِ

مواهبهُ وقفٌ على كلّ طالبٍ، … وأسيافهُ حتمٌ على كلّ آثمِ

مقيمٌ بآياتِ الندى كلَّ قاعدٍ، … كما أقعدتْ أسيافهُ كلَّ قائمِ

محلُّ الردى في سيفهِ وسنانهِ، … وبحرُ النّدى في كَفّهِ والبَراجِمِ

مَحَا بِسَطاهُ ذكرَ عمروٍ وعنتَرٍ، … وأحيا نداهُ ذكرَ معنٍ وحاتمِ

مَكارِمُ كَفٍّ لا تَزالُ بها الوَرى … مُطَوَّقَة ً أعناقُها كالحَمائِمِ

معودة ٍ بالبسطِ، إلاّ إذا غدتْ … بمتنِ يراعٍ، أو بقائمِ صارمِ

مشيدُ العلى لا تاركٌ خلة َ الندى ، … ولا سامعٌ في الجُودِ لَومَة َ لائِمِ

مُصِرٌّ على بَذلِ الهِباتِ يَسُرّهُ، … إذا أصبحتْ أموالهُ بالمآتمِ

مَزيدُ العَطا لا يُلحِقُ الجُودَ مِنّة ً، … ولا يتبعُ الأموالَ حسرة َ نادمِ

مضيفُ الورى مثلُ الربيعِ بربعهِ، … وأيّامُهُم في ظِلّهِ كالمَواسِمِ

مَرَرْنا حُفاة ً في مَقادِسِ رَبعِهِ، … كأنّا مُشاة ٌ فوقَ هامِ النّعائِمِ

مَشَينا، ولَو أنّا وفَينا بحَقّهِ، … مَشَينا على الأحداقِ دونَ المَناسِمِ

مدى الدهرِ لا زالتْ تحجّ بنو الرجا … إليهِ، وتحظى بالغنى والغنائمِ