مَضَى حَسَنٌ فِي ذِمَّةِ اللهِ أَنْسُهُ – خليل مطران

مَضَى حَسَنٌ فِي ذِمَّةِ اللهِ أَنْسُهُ … وَذَاكَ الضَّمِيرُ الحُروَّ وَالخُلْقُ الضَّاحِي

بِرَغْمِ النَّدَى وَالمَحْمَدَاتِ بُلُوغُهِ … عَشِيَّتَهُ وَالعُمْرُ فِي وَقْتِ إِصْبَاحِ

وَرَغْمِ النَّدَامَى مِنْ أَدِيبٍ وَشَاعِرٍ … فِرَاقُ أَخٍ حُلْوِ الشَّمَائِلِ مِسْمَاحِ

أَخٌ كَانَ رَوْحَا لِلْقُلُوبِ فَإِذْ قَضَى … أٌقَمْنَا وَمَا قَلْبٌ لِشَيٍْ بِمُرْتَاحِ

أَخٌ عِنْدَ آمَالِ الْكِرَامِ وَفَاؤُهُ … وَأَيَامُهُ أَعْيَادُ صَفْوٍ وَأَفْرَاحِ

وَكَانَ كَمَا يَهْوَى الثِّقَاتُ وَدَادُهُ … وَلَيْسَ بِنَمَّامٍ وَلَيْسَ بِفَضَّاحِ

وَلَيْسَ يَشُوبُ السُّوءُ طِيبَ حَدِيثِهِ … كَمَا لاَ يَشُوبُ السوءُ تَغْرِيدَ صَدَّاحِ

فَتَى الرَّأْيِ وَالإِفْصَاحِ إِنْ تَكُ حَالَةٌ … دهَتْكَ فَحَالَتْ دُونَ رَأْيٍ وَإِفْصَاحِ

فَأَيُّ سَمِيرٍ بِعْدَ بَيْنِكَ آخِذٌ … مِنَا النَّفْسِ حَظَّاً دُونَهُ مَأْخَذُ الرَّاحِ

وَمِنْ لَسِنٌ تَجْرِي عُيُونُ كَلامِهِ … عَلَى شِبْهِ دُرٍّ مِنْ مَعَانِيهِ وَضَّاحِ

وَمِنْ فَطِنٌ تَذْكِي نَوَافِحُ فِكْرِهِ … فَتُتْحِفُ أَرْوَاحَ الرِّفَاق بِأَرْوَاحِ

وَمِنْ صَانِعٌ عُرْفَاً فَمُغْلِيهِ حِيطَةً … وَيَجْذَلُ أَنْ يُوفَى بِلَفْظَةِ تَمْدَاحِ

عَلَيْكَ سَلاَمُ اللهِ ذِكْرُكَ خَالِدٌ … وَنَجْلُكَ مَرْجُوُّ لِسَعْدٍ وإِفْلاحِ