مَضَتْ نَأْبَى لَهَا ذَمَّاً – خليل مطران
مَضَتْ نَأْبَى لَهَا ذَمَّاً … كَمَا نَأْبَى لَهَا حَمْدَا
أَسَاءَتْ فِي أوَائِلِهَا … وَسَاءَ خِتَامُهَا جِدَّا
فَيَا سَنَةً عَدَدْنَا مِنْ … أسَى سَعَاتِهَا عَدَّا
شَفِيعُكِ يَوْمُ مَسْعَدَةٍ … زَهَا شَمْساً عَلاَ جَدَّا
حَبَانَا مِلْءَ دُنْيَانَا … وَمِلْءَ زَمَانِهَا سَعْدَا
إِذَا مَا أَرَّخُوكِ غَداً … لِبَدْءِ حَيَاتِنَا عَهْدَا
أَقَالَ عِثَارَ أُمَّتِنَا … وأَبْدَلَ ذُلَّنَا مَجْدَا
فَلاَ رِقٌّ وَلاَ ظُلمٌ … وَلاَ مَوْلَى وَلاَ عَبْدا
تَسَاوَيْنَا تَآخَيْنَا … وَعَادَ عَدَاؤُنَا وُدَّا
وَأَصْبَحْنَا بَنِي عُثْمَانَ … شِيبَ الْقَوْمِ وَالْمُرْدَا
لَنَا وَطَنٌ بِأَنْفُسِنَا … وَأَنْفَسِ مَالِنَا يُفْدَى
نَدِينُ عَلَى تَشْعُّبِنَا … بِهِ دِيناً لَنَا فَرْدَا
إِذَا نَادَى بِنَا سِرْنَا … إِلَيْهِ جَمِيعُنَا جُنْدَا
وَجئْنَا مِنْ مَعَابِدِنَا … نَرَى فِي الْمُلْتَقَى بَنْدَا
لَنِعْمَ العَامُ مُسْدِينا … مِنَ الإسْعَافِ مَا أَسْدَا
هِيَ الشُّورَى أَعَزَّ اللهُ … مُهْدِيهَا وَمضا أَهْدَى
فَمَا مِنْ رَاحَةٍ أَشْفَى … وَمَا مِنْ رَاحَةٍ أَنْدَى
وَما مِنْ مَطْلَعٍ أَصْفَى … وَما مِنْ طَالعٍ أَهْدَى
غَفَرْنَا ذَنْبَ ذَاكَ الْعَا … مِ مَا آذى وَمَا أرَدَى
وَبَيْنَ السُّوءِ وَالْحُسْنَى … غَفَرْنَا الأَلْفَ بِالإحْدَى