مَذعُورة الفسْتَان – نزار قباني

مَذْعورَةَ الفُسْتَانِ .. لا تهربي

لي رأيُ فنّانٍ ، وعَيْنَا نبي

واْلتَفَّ بالعِقْدِ .. وبالجوْرَبِ

والتهَمَ الخَيْطَ .. وما تَحْتَهُ

واقْتَحَمَ النهدَ .. وأَسوارَهُ

ولم يُعدْ من ذلك الكوكبِ

يمشي على جُرح هوىً مُرْعِبِ

يمشي بلا وَعْيٍ ولا غايةٍ

حَرَّكتِ بالإيقاع أَحْجَارَهُ

فانْدَفَعتْ في عِزَّةِ الموكبِ

شيئاً من الليلِ .. من المغْرِبِ

أهذه أنتِ ؟ صَبَاحي رِضَا

تَمَهَّلِي في السَيْر .. هل رَغْبَةٌ

ظَلَّتْ بصدر الدرب لم تَرْغَبِ؟

لم ينسجمْ . لم يَبْكِ . لم يَطْرَبِ

تَسَلْسَلي ، إيقاعَ رَصْدٍ ، ثِبي

مُخضَرَّةَ الخطوة .. لا تُجْفلي

مَشَى بكِ المقهى .. مشى حَيُّنا

حَلْفَ حفيفِ المِئْزَرِ المُطْرِبِ

حُلْمُ طُيُورِ البحرِ بالمركبِ

أَذْرُعُنا . أَذْرُعُ أشواقِنا

نحنُ ! دعي نحن .. أيا واحةً

يحلمُ فيها كلُّ مُسْتَرْطِبِ ..

لولاكِ وجهُ الأرضِ لم يُعْشِبِ

الرصيفُ . يا للموسمِ الطيَّبِ..

هل تغضبُ الوردةُ .. كي تغضبي؟

مَشَى بكِ المقهى .. مشى حَيُّنا

حَلْفَ حفيفِ المِئْزَرِ المُطْرِبِ

نحنُ افتكارُ الجُرْح في نفسِهِ

حُلْمُ طُيُورِ البحرِ بالمركبِ

أَذْرُعُنا . أَذْرُعُ أشواقِنا

تَهْتُفُ بالذَهَابِ : لا تَذْهَبِ .!

نحنُ ! دعي نحن .. أيا واحةً

يحلمُ فيها كلُّ مُسْتَرْطِبِ ..

مَرَرْتِ .. أم نَوَّارُ مَرَّ هنا ؟

لولاكِ وجهُ الأرضِ لم يُعْشِبِ

دُوسي . فَمِنْ خطوكِ قد زَرَّرَ

الرصيفُ . يا للموسمِ الطيَّبِ..