مَتَى تَرِدِ الْهِيمُ الْخَوَامِسُ مَنْهَلاً – محمود سامي البارودي

مَتَى تَرِدِ الْهِيمُ الْخَوَامِسُ مَنْهَلاً … تَبُلُّ بِهِ الأَكْبَادَ وهْيَ عِطَاشُ؟

أرى الغيثَ عمَّ الأرضَ من كلِّ جانبٍ … ومَوْضِعُ رَحْلِي لَمْ يُصِبْهُ رَشَاشُ

فَهَلْ نَهْلَة ٌ مِنْ جَدْوَل النِّيلِ تَرْتَوِي … بِها كَبِدٌ ظَمآنة ٌ ومُشاشُ ؟

وهلْ مِنْ مَقِيلٍ تَحْتَ أَفْنَانِ سِدْرَة ٍ … لَهَا مِنْ زَرَابِيِّ النَّبَاتِ فِراشُ؟

لَدى أيكة ٍ ريَّا الغصونِ ، كأنَّما … عَلَيْهَا مِنَ الزَّهْرِ الْجَنِيِّ رِياشُ

تَرَى الزَّهْرَ أَلْوَاناً، يَطِيرُ مَعَ الصَّبَا … كما هاجَ إبَّانَ الرَّبيعِ فراشُ

دِيَارٌ يَعِيشُ الْمَرْءُ فيهَا مُنَعَّماً … وأطيبُ أرضِ الله حيثُ يُعاشُ

فيا ربِّ ، رِشنى كى أعيشَ مُسدَّداً … فَقَدْ يَسْتَقِيمُ السَّهْمُ حِينَ يُرَاشُ