مَا لِجرْحٍ جُرِحْتُهُ مِنْ ضِمَاد – خليل مطران
مَا لِجرْحٍ جُرِحْتُهُ مِنْ ضِمَاد … نَفَذَ السَّهْمُ فِي صَمِيمِ فؤادِي
رَحْمَةً يَا زِمَانُ أَيْنَ أَمِيرِي … وَنَصِيرِي بَعْدَ الحَبِيبِ الغَادِي
يَا لَيَالِيَّ يَوْمَ أَمْسَى عَلِيلاً … قَدْ كَسَوْتُنَّ بِالسَّوَادِ سَوَادِي
بَاتَ مِنْ دَائِهِ حَلِيفَ سُهَادٍ … وَأَنَا مِنْ جَوىً حَلِيفُ سُهَادِ
ثُمَّ كَانَ الفِرَاقُ مَا مِنْ رَجَاءٍ … بَعْدَهُ لِلِّقَاءٍ قَبْلَ المَعادِ
أَيْنَ أُنْسِي إِذا افْتَقَدْتُ أَنِيساً … آه مِنْ وَحْشَتِي وَطُولِ افْتِقَادي
جَاءَ شَجْوِي مِنْ حَيْثُ كَانَ سُرُورِي … كَيْفَ بُدِّلْتُ قُرْبَهُ بِبِعَادِ
إِنْ تَقَضَّى طِيبُ الحَيَاةِ فَمَا مَعْ … نَى حَيَاةٍ قَدْ أَقْفَرَتْ مِنْ مُرَادِ
كَيْفَ أَرْثِيهِ وَالحِجَى أَطْفَاتْهُ … غَشْيَةُ الحُزْنِ وَالحَشَى فِي اتِّقَادِ
لَوْ تُحَوَّلُ الدُّمُوعُ شِعْراً لَمَا جَا … رَى قَوَافِيَّ فِيهِ صَوْبُ العِهَادِ
يَا بَقَايَا مِنْ هِمَّةٍ تَتَلاشَى … لاَ تَضَنِّي عَلَيَّ بِالإِسْعَادِ
كَانَ بِالجَاهِ وَالعُلَى جُورْجُ لُطْفُ اللَّ … هِ فَرْداً مِنْ أَبْرَزِ الأَفْرَادِ
كَانَ عَيْنَ الأَعْيَانِ فِي كُلِّ حَفْلٍ … كَانَ زَيْنَ الفِتْيَانِ فِي كُلِّ نَادِ
عَالِيَ الرَّأْسِ عَالِيَ النَّفْسِ نَهَّا … ضاً قَوِيَّ الأّخْلاَقِ وَالأَعْضَادِ
وَافِرَ الحَزْمِ وَافِيَ العَزْمِ فِي إِصْ … دَارِهِ حِكْمَةٌ وَفِي الإِيرَادِ
يَطْلُبُ المَطْلَبَ البَعِيدَ وَلاَ يَثْ … نِيهِ عَنْهُ سَفَاسِفُ الحُسَّادِ
لاَ تَرَاهُ إِلاَّ بَشُوشاً وَلاَ تَسْ … مَعُ قَوْلاً يَنِمُّ عَنْ أَحْفَادِ
وَعَلَى النِّعْمَة الَّتِي هُوَ فِيهَا … لَمْ تَطِبْ نَفْسُهُ بِغَيْرِ الجِهَادِ
مَا عَلَى الحُرِّ أَنْ يَكُونَ طَمُوحاً … تَصْدَأُ البَاتِرَاتُ فِي الأَغْمَادِ
كُلُّ شَأْنٍ مِمَّا تَوَلاَّهُ كَا … نَ الفَوْزُ مِنْ غِبِّهِ عَلَى مِيعَادِ
لَمْ يُنَافِسْهُ فِي الوَجَاهَةِ مَمْدُو … دُ طِرَافٍ وَلاَ كَثِيرُ رَمادِ
فِي سَبِيلِ الحِمَى وَفِي سُبُلِ البِرِّ … مَسَاعٍ لاَ تَنْقَضِي وَأَيَادِ
صَرْحُهُ مُلْتَقَى الأَعَاظِمِ مِنْ عُرْ … بٍ وَعُجْمٍ وَكَعْبَةُ القُصَّادِ
هَلْ يُضَاهِيهِ بِالمَفَاخِرِ بَيْتٌ … فِي بُيُوتِ السَّرَاة وَالأَجْوَادِ
هُوَ مِرْآةُ أَهْلِهِ وَهُمُ بِالنُّ … بْلِ وَالفَضلِ فَاقِدُو الأَنْدَادِ
وَبِحَقٍّ مَا أَحْرَزُوهُ جَمِيعاً … بَيْنَنَا مِنْ تَجِلَّةٍ وَوِدَادِ
خَطْبُ هَذَا الهُمَامِ خَطْبٌ عَمِيمٌ … عَظَّمَ اللهُ فِيه أَجْرِ البِلادِ
عَظَّمَ اللهُ فِيه أَجْرَ كِرَامٍ … رُزِئُوهُ مِنْ آلِهِ الأَمْجَادِ
هُمْ عَزَاءٌ وَمَا سِوَاهُم عَزَاءٌ … عَنْهُ يَأْسُو جَريحَةَ الأَكْبَادِ