مي – صلاح بن البادية

كن كيف شاء لك الدلا فاني بك معجب
اكثرت في هجري وكان ان تترفقا
وعدتني بالعطف لكن قد نسيت الموثقا
قيدت يدي بالبعاد وكان قربك مطلقا
اذكر على استحياء حديثنا فى الملتقى
أما أنا فكما عهدت لمخلص ومهذب
أرعى حقوق حبائبي ولأجلهم أتعذب
ولقد كشفت قناع حبي بعد طول تستر
الحب لو بلغ المدى كشفته عين المبصر
وانا الذي حمل الصبابة وحده لم يفتر
وعبدت فيك الله يا ذات النقاب الأخضر
يا حبيبتي ذات العيون السود هل لك مطلب
هاك الفؤاد مني هدية وقد لا يوهب
يا أخت من خاض المعارك بسيوف لمع
خوضي معي حرب القلوب عنيفة لا تجزعي
نيرانها زفراتي الحراء رغم الأدمع
ومقرها المهج الجريحة بين تلك الأضلع
عيناك صيرتا عيوني منبع لا ينضب
الحب روض ماؤه دمع الأحبة يسكب
ولقد ذكرتك مرة والجمع في نشر وطي
كل بقرب حبيبه يرنو بمقلته إلي
كأنهم ألقوا رحال هموم أنفسهم علي
لما أفاض بي الحنين غدوت أسأل أين مي
مي مي أين مي يا مي أين مي
هي في رياض النيل من خمر الصبابة تشرب
وتلهو كما شاء العفاف ويرتضي المذهب
حبيبتي حبيبتي هل عودة منا إلي ذاك المقر
نصل الهوى من قبل أن تعبث به أيدي القدر
وأظل أدفن مهجتي ما بين طيات الشعر
حتى تهب علائل النسمات من بعد السحر
أواه …. ما أقساك يا أملي الذي أترقب
إن الحياة رواية فيها نجئ ونلعب