مهاة اللوى حسبي وحسب الهوى ذعرا – أحمد محرم
مهاة اللوى حسبي وحسب الهوى ذعرا … أما نأمن الإعراض يوماً ولا الهجرا
أفي كل يومٍ من صدودك غارة ٌ … أخوض المنايا بين أهوالها حمرا
أماناً لعانٍ يطلب السلم في الهوى … وحسبك ما أتلفت من نفسه نصرا
أغرك جندٌ للمحاسن باسلٌ … إذا ما تداعى أمعن القتل والأسرا
وما زلت أشكو فتنة ً بعد فتنة ٍ … إلى أن أتت عيناك بالفتنة الكبرى
دعيني وما ألقى من الدهر واشغلي … بحبك من لا يشغل الناس والدهرا
وهبت الصبي والشيب والشوق والهوى … لمصر وإن لم أقض حق الهوى مصرا
بلادٌ حبتني أرضها وسماؤها … حياتي وأجرى نيلها في فمي الدرا
تريدينه حسناً عليك وبهجة ً … تغير الغواني والخمائل والزهرا
وأعتده مجداً لمصر وسؤدداً … تبيت له الأمصار والهة ً حرى
وما حادثٌ يوماً وإن راع وقعه … بماحٍ هواها أو يطاولها ذكرا
هي الدهر أو شيءٌ يشابه صرفه … وإبرامه والنقض والطي والنشرا
تمر بها الدولات شتى وترتمي … عظات الليالي حول أهرامها تترى
كأني بها صحف الخلود وكلها … يخط عليها من أحاديثه سطرا
لها في يد التاريخ ما ليس ينطوي … من العير اللائي ملأن النهى بهرا
كأن رباها للمالك منبرٌ … يقوم عليه الدهر يوسعها زجرا
كأن ثراها للشعوب تميمة ٌ … تقي من جنون الجهل أو تبطل السحرا
كأن بماء النيل سراً محجباً … يرد إلى حكم الأناة من اغترا
خذي من عظات الدهر يا مصر واشهدي … عليه وزيدي في أعاجيبه صبرا
ولاقي بمأمول الرضى منك موكباً … توارت له الجوزاء واستحيت الشعرى