من ناصري والزمانُ لي خصمُ – مهيار الديلمي

من ناصري والزمانُ لي خصمُ … ومنصفي والطبيعة ُ الظلمُ

وعاذري من عزوف نفسيَ وال … همَّة ُ غصنٌ ثماره الهمُّ

في كلّ يومٍ سعيٌ بلا ظفرٍ … يقعدُ همّي وينهضُ العزمُ

وحاجة ٍ في العلاء أطلبها … عند غريمٍ قضاؤه غرمُ

أركبُ منها شهبَ الأماني فتل … قاني الليالي من دونها الدُّهمُ

ما أولعَ الدهرَ بالفسوق إذا … قيلَ له في يمينك الحكمُ

كأنه يومَ برَّ أقسم لا … يكون فيه لفاضلٍ قسمُ

أنظرهُ يوما ترجعْ عوازبهُ … لكلّ منشورة ِ العرى ضمُّ

لا بدَّ من نظرة محلِّقة ٍ … يمسحُ فيها بالراحة النجمُ

لأبلغنَّ الذي الرَّغام به … ينبئ أو فيه للعدا الرغمُ

جبنَ الدُّجى مفرقا وجئن وللص … بح عليه صوارم خذمُ

كأنها والفلا يموج بها … سفائنٌ جاش تحتها اليمُّ

تحسبُ ركبانها تخبُّ بهمْ … حمشٌ عن الماء حلِّئت رثمُ

عنَّ لها والشروعُ حيثُ ترى … أشعثُ باقي قميصه رسمُ

أبو ثلاثٍ بقاؤه أبدا … لهنَّ مع ضعف رزقه يتمُ

تطرحه راميا بمهجته … في لهواتِ المخاوف العدمُ

بصيرة ٌ بالنفوس طاعتها … على المنايا إذا مضت حتمُ

فاستلَّ منها زرقاءَ تثبتُ في ال … عظم بمتن كأنّه العظمُ

لو لم يعقها الحرمانُ كان له … وللأيامي في كسبها طعمُ

رمى فأشوى فانصعن جافلة ً … كأنَّ مرآى شخوصها وصمُ

يحفزها سائق عنيفٌ من ال … خوف وفحلٌ سياطهُ العذمُ

تطيعه يومَ خوفها وتعا … صيه خلافا ودارها سلمُ

فهو لها قائدٌ إذا انتشرت … والٍ وتالٍ غداة َ ينضمُّ

تخطو بنا خطوها نجائبُ لا … يحبسها بالعيافة ِ السَّجمُ

تخابط التيهَلا يشقّ لها … تربٌ ولا يقتفى بها نجمُ

يامن رأى بالعقيق بارقة ً … تحسرُ منها الرُّبى وتعتمُّ

يقدحُ زندُ الجنوب جذوتها … وسدفة ُ الليل تحتها فحمُ

تبتسم الأرضُ وهي كالحة ٌ … منها ثغورٌ لها الحيا ظلمُ

يذكرني لمحها زمانا على ال … خيف تقضَّى كأنه الحلمُ

هل لك بالنازلات دون منى ً … يا علمَ الشوقِ بعدنا علمُ

كم وقفة ٍ لي على شرافٍ وفي ال … تربِ عطارٌ وفي الصَّبا سقمُ

جرتْ مع الرسم لي محاورة ٌ … فهمتُ منها ما قاله الرسمُ

كأنّ شعري أعدى معاهده … فأعربتْ لي عِراصها العجمُ

وباللوى ظبية ٌ مضى عددُ ال … حسن عليها فبدرها تمُّ

رمتْ فما كذّبتْ مقاتله … سهميَّة ٌ لحظُ عينها سهمُ

أطلبُ ودَّ الأيام أظلمها … وهل تسام الولادة َ العقمُ

كيف اعتذارُ الزمان من حرمة ٍ … فيَّ وفي نفسه له جرمُ

ليت كفاني الإخوانُ أنفسهم … فلم يقوني الأذى ولم يرموا

قد سمع الدهر واستجاب وأن … صاري خرسٌ عن دعوتي صمُّ

ويدّريني نبلُ الكلام فلا … أصغي وفي أضلعي كلمُ

ودّ الأعادي وقد نصبتُ لهم … حلمي طودا لو أنهم عصمُ

أعرضَ سمعي فضاع لغوهمُ … ربَّ سفاهٍ أماته الحلمُ

يعجبُ للجهل كيف راخى لأق … وامٍ ودانى من خطوه الحزمُ

تحلو لقوم طعومُ ما لهمُ … وليس للمال عنده طعمُ

تمَّ وما ألقيتْ تمائمهُ … على رجال سادوا وما تمُّوا

واجتمع الطارف التليد له … سنٌّ ثنيٌّ وسؤددٌ همُّ

مستيقظٌ ظنُّه يقينٌ إذا … هوّم قومٌ يقينهمُ رَجمُ

حلوُ جناة ِ اللسان مرُّ المُلا … حاتِ ضحوكٌ عراكهُ جهمُ

جوهرة ٌ للصديق جندلة ٌ … على العدا لا يلينها العجم

من خيرِ قومٍ أبا وأكرمهم … أمّاً إذا عابت الأبَ الأمُّ

والمجد ما يستوي جوانبهُ … فيستوي الخالُ فيه والعمُّ

تشتدّ ألفاظهم وتخدم أق … لامهمُ السمهريَّة الصُّمُّ

إذا انتحوا في عدوِّهم غرضا … بالرأي أصموا من قبل أن يرموا

تُثنى الليالي بهم إذا جمحتْ … كأنَّ أسماءهم لها لُجمُ

لهم على كل دولة أثر … كأنه في جبينها وسمُ

إن أخذوا بالذنوب مقترفا … خصُّوا وأن أمطروا ندى ً عمُّوا

إذا أخيفوا رموا بخوفهمُ … وراء ما ألجموا وما زمُّوا

بيضُ المجاني تأبى لهم سمة َ ال … عارِ عرانينُ كالقنا شمُّ

تطلع أزرارهم شموسَ ضحى ً … أهلّة َ الليل فوقها التمُّ

كلّ همامٍ قرمٍ إذا اختلفت … ولادة المجد فابنه قرمُ

مراقب الذكر قبل رؤيته … مقبَّلٌ قبلَ كفّه الكمُّ

أنت نصيبي من الزمان ومف … تاحُ مناي الرِّغابِ والختمُ

إن أنحلتني أيدي الخطوب ففي … ثراك عزّي ونبتى الضخمُ

عرفتني ساعة انتصابك لي … والناس بلة ٌ عن قعدتي بكمُ

واخترتني قبلَ أن تسابقَ بي … ولم يرضني الشكيمُ والحزمُ

فراسة ٌ تكتفي بلمحتها … كالذئب يكفي اقتصاصه الشَّمُ

يفديك راضون من مراتبهم … بأن يسمَّوا فيها ولم يسموا

تريح أعراضهم فلو كتموا … ليستروا وجهَ لؤمهم نمُّوا

إن قمتَ في مغرمٍ تباطوا وإن … شعَّثتَ مالاً في سؤددٍ لمُّوا

ومَن بنى ما بنيتَ في سرفِ … أسرعَ في بيت ماله الهدمُ

تبقى كعوبُ الرماح سالمة ً … ويرتقي في العوامل الحطمُ

لا خالستْ ربعك الخطوبُ ولا … أغبَّني صوبُ ودِّك السجمُ

ولا تخطَّتْ إليك طارقة ٌ … لجرحها في سعادة ٍ كلمُ

وباكرتْ ربعك التهاني بمو … شى ٍّ من المدح رصفه رقمُ

تحمله في بيوتها كلُّ عذ … راءَ رداحٍ أردانها فعمُ

والدها من أنسابها مضرٌ … وجدّها من آبائها جشمُ

ترضاك لو لامست سواك رجم … ناها فحدُّ الحواضنِ الرَّجمُ

خالصة ً فيك لا يخالطها … غشٌّ ولا تحت حمدها ذمُّ

يسمعها حاسدي فيصغي وفي … أذنيه من ثقل وقعها صلمُ

تسوغُ في حلقه وتشرقه … بالغيظ فهي الشِّهاد والسُّمُّ

إذا تلاها الراوي رنا نحوه ال … عميُ فأصغى لصوته الصمُّ

كأنها كعبة ُ القريض فما … يُغبُّها الاستلام واللثمُ