من موصلٌ بالسؤال والقسمِ – مهيار الديلمي

من موصلٌ بالسؤال والقسمِ … إليّ علما عن دارة العلمِ

أحدوثة تنسخ الغليلَ فيل … تام من القلب غيرُ ملتئمِ

هيهات نجدٌ والمخبرون به … قلَّ عناءُ السؤال من أممِ

ليس سوى نفحة ِ الصَّبا لك أو … لمحة ِ برقٍبالغور مبتسمِ

وخادعاتٍ وهناً يصانعك ال … ليلُ بها من كواذب الحلمِ

تطرقُ لقطَ القطاة ِ خائفة ً … مكايدَ الراصدين في الطُّعمِ

نمتُ لها نومة َ المريب وأص … حابي هجودٌ من جانبي إضمِ

والليلُ تسرى نجومهُ الشهبُ في … جحافلٍ من خيوله الدّهمِ

فزارنا قرِّبتْ زيارته … من آنسٍ بالظلام محتشمِ

يعرف رحلى من الركابِ برج … عات التشكِّي وأنَّة ِ السَّقم

ثم دنا جاذبا عطافي وال … خوفُ يلوى منه فقال قمِ

قم لي فلولاك لم أجبْ خطرا … قلت ولولا سراكَ لم أنمِ

أكرومة ٌ للدجى وهبت ذنو … ب الصبح فيها لشافع الظُّلمِ

وعارض تصبح البلادُ به … في نعمة ٍ من مواهب الديمِ

عدّلَ حتى تلاحق الحَزنُ بال … سهل وسوّى الجفارَ بالأطمِ

راخى له المرزمانِ وانشالت ال … عقربُ عن كلِّ هاجم عرمِ

يوغلُ في الأرض ماؤه مولداً … منها بطونَ الحوائلِ العقمِ

ترى القراراتِ منه رافلة ً … في أزُرٍ من عمائمِ الأكمِ

تقولُ عنه الرياضُ مفصحة ً … أحسنَ ما قال شاكرُ النِّعمِ

كأنما الله قبله قطّ ما … قلّد أرضا صنيعة ً لسمي

تعبث آثارهُ بمشعرة ِ ال … أعضادِ قرعَ الجنوبِ واللِّممِ

قد أكلَ الجدبُ أطيبيها فلم … يبقَ سوى رسمها لمرتسمِ

بعيدة العهدِ بالعشيب من ال … أرض ورقراقِ مائها الشَّبمِ

تنهضُ أشباحها النواحلُ في … حاجاتنا بالجسائم العظمِ

تطلب من ذي الرياستين قرا الر … كبِ ونارَ القِرى على العلمِ

وعزة َ الجارِ في ربيعة َوالد … ارِ وأمنَ الحمام في الحرمِ

والقائلِ الفاعلِ الذي سيط جو … دُ العربِ منه بطيبة العجمِ

تزجرها باسمه الحداة فتن … قاد بغير الخشاشِ والخطمِ

فخلِّ عنها لسّاً ومضمضة ً … ثم استقمْ في السُّرى بها ورُمِ

فاليومَ ترعى وادي الغضا وغداً … ترعى بنعماه واديَ الكرمِ

يبلغنَ لا ضيِّقَ الخناق من ال … عي ولا مسندا من السأمِ

ولا قصير الإزار إن جذبَ ال … جدبُ بأذيال خائض القُحمِ

أملس لا تعلقُ العيوبُ به … معطَّر العرض أبيض الشِّيمِ

غضبان مما غار الأبيُّ له … وفي الرضا شهدة ٌ لملتقمِ

إما ترى ما لديه قسرا فخذ … عنه وإما سألت فاحتكمِ

عسفا ولطفا ويجمع الماءَ وال … نارَ غرارُ المهندِ الخذمِ

جاد فقال اللوّام حسبك فاز … داد فقالوا يا ليت لم نلمِ

وذوّقوه العقبى فقال لها … عدّة ُ صبري وجامعُ الرِّممِ

أعجبُ من عاملِ الرزق عدوٌّ … قاسمُ الرزق غيرُ متّهمِ

لله والمجدِ والحفيظة وال … عزائم العالياتِ والهمم

ما ضُمِّنتْ منأبي المعاليحبى ال … دستِ وأدَّتْ جوامعُ الكلم

وربّ عوصاء تعصب الفمَ بالرِّ … يق وتهفو بالناطقِ الخصمِ

نافرة ِ الجانبين مبهمة ِ ال … وجهِ على جامع ومنتظمِ

عزَّت على القائلين وهي له … تذلُّ بين اللسان والقلمِ

تفعل خرساءَ في صحائفها … فعلَ زئير الآسادِ في الأجمِ

كأنه من ردى النفوس بها … يكتبها في طروسها بدمِ

فضائل إرثها ومكسبها … له بحق الحدثان والقدمِ

يابن المحامين عن حقائقهم … في الصبح والمطعمين في العتمِ

والضاربين العدا بحدّهمُ … والبالغين المدى بجدهمِ

مشى على الدهر ملككم يفعا … وعانسا مشرفا على الهرمِ

ورضتمُ أظهرَ الليالي المقا … ديمِ وطلتم سوالفَ الأممِ

قد أصلح الناسَ سعيكم لهمُ … وأفسد الناسَ لطفكم بهمِ

وقلَّبتكم أيدي الملوك فلم … يغمزْ قناكم عارٌ ولم يصمِ

واستصرخوكم مستضعفين على … حربٍ فكنتم أنصارَ ملكهمِ

واستقدحوا رأيكم فأرشدهم … والنصحُ حيرانُ والصوابُ عمي

فلا تزعزعكم الخطوب ولا … تدخلْ عليكم صوارفُ النِّعمِ

ولا تزلْ منكم الأساورُ والت … يجانُ فوق الأكفِّ والقممِ

شريتكم بالورى فما قرع ال … غبنُ بظفري سنِّى من الندمِ

وصرتُ منكم بحكمِ كلِّ فتى ً … منكم لحقّ الوفاء ملتزمِ

دستُ رءوسَ العدا بمجدكمُ … وهان هاماتهم على قدمي

لففتموني بعيصكم فسرت … عروقُ عبد الرحيم في رحمي

لكن هناتٌ تعرو فتلفتُ عن … حقّي وتقصى القريبَ من ذممي

وشاغلاتٌ حوادثٌ صرفتْ … وجوهكم عن حقوقيَ القدمِ

ألقاكمُ آنسا فيرجعُ بي … إعراضكم في ثيابِ محتشمِ

ملالة ٌ والمزار غبٌّ وإق … صاءٌ بلا زلَّة ٍ ولا جرُمِ

وجفوة ٌ لو شربتها في إنا … ء الماءِ صديانَ ما شفى قرمي

لم ترقها خدعتي بقولي ولا … فعلي والسحرُ في يدي وفمي

تشمتُ آمالى الصحائح في … إشفاءِ حالي فيكم على السَّقمِ

ويعجب المجدُ من وجودكمُ … على الغنى قدرة ً ومن عدمي

وما أقول البحارُ غاضت بأي … ديكم وحالت طبائعُ الدِّيمَ

لكن عتابي على الحظوظ وشك … واي إليكم تحيُّفُ القسمِ

وأنني في زمان عزّكمُ … وهو زماني بحالِ مهتضمِ

كنت أظنّ الأيامَ إن خدمتْ … إقبالكم أن يكونَ من خدمي

وأنّ نيرانكم إذا ارتفعتْ … أوّل ما يعتلقن في فحمي

وأن تزولَ الدنيا وأنت على … عهدك لي لم تزل ولم ترِمِ

فلا يخب ذلك الرجاء ولا … تهتكْ مصوناتُ تلكم الحرمِ

ولي ديونٌ أجِّلن عندك قد … أكلن لحمي وقد شربن دمي

فاقض فقد أمكنتْ وخفَّف بها … ظهرك إن الديون في الذّممِ

واقصدِ بها غاية َ الجمال على ال … عادة فيها لا غاية َ القيمِ

والبس من المهرجان ضافية ً … في العزّ أذيالها على القدَمِ

ينسجها السعدُ ما أطال وما … أعرض في الأسدياتِ واللُّحمِ

معقودة ً بالخلود طرّتها … فما تقول الدنيا لها انفصمي

وقابلِ الصومَ أبلجَ الوجه جذ … لانَ وعيِّدْ مؤيَّدا وصمِ