من راكبٌ تنجو به ممسوسة ٌ – مهيار الديلمي

من راكبٌ تنجو به ممسوسة ٌ … ترمي سهولَ طريقها بحزونهِ

تغشى الفلا من رأسها وفقارها … بقويَّه تحت السُّرى وأمينهِ

ورهاءُ يحلمَ ذو السَّفاه من الونى … ومراحها في غيَّه وجنونهِ

مما تنخَّل وافتلاها داعر … من سرِّ ما صفَّى ومن مكنونهِ

فأتى بها المقدارُ نخبة َ نفسه … ما بين بازلهِ وبنت لبونهِ

كفلتْ لراكبها بآخرِ سوقهِ … في السير أو ضمنت صلاح شئونهِ

بلِّغْ بلغتَ المجدَ في أبياته … والعزَّ بين عراصهِ وقطينهِ

عنّى بنى عوف على إعراضهم … إنّ الحديثَ معلَّقٌ بشجونهِ

عتباً يروّح نفثهُ ثقلَ الجوى … إن العليل مروَّحٌ بأنينهِ

إما عموما أو فعج من بينهم … لأبي العلا وأخي الندى وقرينهِ

أحطط ببيت أبي قوامٍ فالتبس … بالليث في أشباله وعرينهِ

بيت يضمّ البدرَ في إشراقه … والغصنَ في حركاته وسكونهِ

ريّان يُجنى الوردُ من أطنابهِ … خصباً ويُعتصر الندى من طينهِ

يبنيه أروعُ قاطبٌ متبسّمٌ … غيرانُ يؤخذ صعبه من لينهِ

متلثّم والشمسُ تحت لثامهِ … أو سافرٌ والنجمُ تحت جبينهِ

وجهُ العشيرة غائرا في حصنهِ … أو ثائرا غضبانَ دون حصونهِ

أكل العدا سرفا وأطعمَ مشبعا … فجفانهُ ملأى بكسب جفونهِ

فالموت بين قناته وحسامه … والرزق بين شماله ويمينهِ

خلَّى بنو أسدٍ عليه شوطهُ … حسرى ففاز بخصله ورهونهِ

وتساندوا ليساوقوه واحدا … فمضى وقصَّر حرصهم عن هونهِ

بلّغهُ عنّى مخلصا من دونهم … شكوى ومالك مخلصٌ من دونهِ

ما للفراتِ وردتُ منه أجاجه ال … مملوحَ بعد زلاله ومَعينهِ

والغيثِ كيف تغيّرت أخلاقه … فبُليت بعد جواده بضنينهِ

ما بال وجهِ البدر يشرق ليلهُ … للمدلجين ولى ظلامُ دجونهِ

من بعد ما غلِّستُ في أنواره … وسرحتُ في فلواته وحضونهِ

وإليك يشكو الشعر نقضك عهده … ويصيح في أبكاره أو عونهِ

أنت المليّ فكم تلطُّ وعوده … مطلا وتقعُد عن قضاء ديونهِ

وتقومُ تدفعُ في صدور حقوقهِ … بالعذرِ بين خفيِّه ومبينهِ

يا صاحب الوجه الرقيق سمحتَ في … مطلى ببذل كريمه ومصونهِ

ماء الحياء عليه كيف منعتني … بجفائك المبذولَ من ماعونهِ

أوَ ما خجلتَ لخرَّدٍ زوَّجتها … إياك من حورِ الكلام وعينهِ

يجلو عليكم كلَّ يوم وفدها … وجها يصيح العذر من عرنينهِ

يسرى بها الساري ويُصبح فيكم الش … ادي يطرّبها على تلحينهِ

منكوحة ومهورها منسيَّة ٌ … والمهرُ حقٌّ واجبٌ في حينهِ

ما كان قدرُ ثوابها لي عندكم … مما يعود بثلمهِ ووهونهِ

عذرٌ تحسّنه لكم أهواؤكم … والمجدُ يعذلكم على تحسينهِ

لوْ جدتمُ لشكرتُ نزرَ عطائكم … ووهبتُ غثَّ نوالكم لسمينهِ

ولقد حلفتُ فلا أخاف تحرُّجا … بالبيتعن بطحائه وحجونهِ

والخاضعاتِ يقودهنَّ إلى منى ً … للنحر باذلُ نضوهِ وبدينهِ

ما طولُ هزّى من عطائك عادة ٌ … لي في ابتذال الشعر أو تهوينهِ

ولقد أتيتُ بعزّتي معزّزا … في جنب ممتنع الجناب حصينهِ

وأرى وفورَ العرض عند خميصهِ … كرما وذلَّ العيش عند بطينهِ

وأخاف إن نشز القريضُ عليكمُ … من فرط نفرته إزاءَ سكونهِ

وإذا رأى إنصافه في غيره … أشفقتُ أن يحمي حمى مغبونهِ

والماءُ يُشرب تارة ً من منهلٍ … صافٍ ويُشرقُ تارة ً بأجونهِ

والجودُ دينٌ فيكم متوارثٌ … والحرُّ ليس براجع عن دينهِ

حاشا لمجدك أن يقال بدا له … في المكرمات وشكَّ بعد يقينهِ