من دلَّ ربّاتِ العيونِ النُّجلِ – مهيار الديلمي

من دلَّ ربّاتِ العيونِ النُّجلِ … أنّ القلوب غرضٌ للمقلِ

فما رمتْ سوداءُ منها أسودا … فغير أن يُجرحَ إن لم يُقتلِ

باع رخيصاً لبَّه يومَ اللوى … موكّلٌ أحشاءه بالكللِ

حكمُ سوى مسلَّطٍ إذا جنى … لم يعتذرْ وإن قضى لم يعدلِ

دمي وقد حرِّم إلا بدمٍ … على اللوى لم حُلَّ ياذاتَ الحلى

سيقتْ لبلبالك بابليَّة … مالكِ يا خالقة َ السحرِ ولي

زعمتِ لا يبلي هواك جسدي … بلى وحبِّيك بلى لقد بلي

دارك تدري أنه لولا الهوى … ما طلَّ دم مقلتي في طللِ

عجنا بها العيسَ سريعاتِ الخطى … شوقاً إليها مائلاتِ الأرجلِ

بنا غرامٌ ما بنا أن وقفتْ … سيّارة ُ الإبل وربُّ الإبلِ

أوقرت المزنُ العيابَ وسرت … فوضعت حمولها بحوملِ

ما علم العاذلُ في إنباضه … سهمَ الملام أنّ سمعي مقتلي

خذ بالأشدِّ كلَّ ما تبغي وإن … قصَّر حظٌّ فانبسطْ وطوّلِ

من يعلُ عزُّ نفسه يعلُ ومن … يعلُ على حكم الزمان يسفلِ

توسُّطُ الشمس جنى كسوفها … وفي التناهي نجوة ٌ لزُحلِ

وكيف لا يأتي الأمورَ من علٍ … معتلقٌ حبلَ الحسين بنِ علي

أذمَّ لي على الأماني ماجدٌ … لو عقدَ الخلودَ لي لم يُحللِ

أبلجُ ما تحت اللسان واضحٌ … بيمنه في كلّ خطبٍ مشكلِ

فاعلُ ما قال على علاّتهِ … إذا السحابُ قال ما لم يفعلِ

جذلانُ ما سألته وزاده … مسرَّة ً إعطاءُ ما لم يُسألِ

دعوته والدهر قد أنبلَ لي … طريرة ً لا تتَّقى بنبلِ

وحيلي ضائعة ٌ في كيده … والرملُ قد كاثرته بحيلي

فبصَّرتني منه نفسٌ حرّة ٌ … شاب الإباءُ شهدها بحنظلِ

حتى نهضتُ نابها نابية ً … عنّي مقاعدُ الخمولِ المرملِ

علمني النسيبَ حتى خلته … أنّ الهوى مطيّة ٌ للغزلِ

وذلّل المديحَ لي نوالُه … والجودُ مفتاحُ اللسان المقفلِ

سل ببني عبد الرحيم وصفهم … ما سار في بيتٍ لهم أو مثلِ

داسوا لحروب من قنا أقلامهم … بالطاعناتِ في الرعيلِ الأوّلِ

كما نازلَ الكميَّ وهو راكبٌ … راكبُ دستٍ منهمُ لم ينزلِ

وجرَّ من كتيبة ٍ في كتبهِ … سرتْ به وشخصه لم يرحلِ

فلا أخلَّ بالعلاءِ موقفٌ … لقدميك زلقٌ بالأرجلِ

وأقبل الأضحى عليك موصلا … إليك عهدَ ألف عيدٍ مقبلِ

يومٌ حكاك شرفا وبهجة ً … وفاق من يعقلُ ما لم يعقلِ

فضلُ الأنام والزمان لكما … في نظر العين وفي التخيّلِ

كأنّما الأيّام في يوم به … والناس منك كلُّهم في رجلِ