من الغادي تحطُّ به وتعلو – مهيار الديلمي

من الغادي تحطُّ به وتعلو … نجائبُ من أزمتها الرياحُ

جوافلُ تحسب الظلمانُ منها … أضاء لوجهِ قانصها الصباحُ

فمرتْ كلُّ شائلة ٍ زفوفٍ … لها من غيرها اليدُ والجناحُ

ململمة ٍ لها ظهرٌ مصونٌ … و بطنٌ تحت راكبها متاحُ

ترى سوطَ الشمال يشلّ منها … طرائدَ لا يكفُّ لها جماحُ

تراوح رجلُ سائقها يديه … و لا التعريس منه ولا البراحُ

تعبُّ الماءَ بين قذٍ وصافٍ … إذا ما عافت الإبلُ القماحُ

لعلك ترتمي بك أو سيقضي … إلى المجد الغدوَّ أو الرواحُ

فصلْ وخلوتَ من ولهي ووجدي … و قل ولك السلامة والفلاحُ

لمقتدحين في كبدي وساروا … لواعجَ ما لقاطنها براح

أظنا أنكم بنتم وأبقي … لبعضُ الظنَّ إثمٌ أو جناحُ

و يحسبُ بدرُ عجلٍ أنَّ ليلي … له من بعدِ غيبته صباحُ .

و أني بعده بمنى ً ولحظٍ … ينازعني إلى جذلٍ طماحُ .

إذن ففركتُ بعلَ المجدِ منه … و بنتُ من العلاء ولا نكاحُ

بمن ولمن أريدُ القلبَ عنكم … ليذهلَ وهو عندكمُ يراحُ

و من بدلٌ وهل عوضٌ وظهري … بكم يعرى وعزي يستباحُ

حملتُ فراقكم أو قيلَ جلدٌ … و خلف حشاي أسمة ٌ طلاحُ

و كيف تغيضُ لي نزواتُ دمعي … و تحت الدمع أجفانٌ قراحُ .

فهل فيكم على العدواء آسٍ … فإنّ البينَ في كبدي جراحُ

ألا عطفا على عيشٍ فسادٍ … يكون له بقربكمُ صلاحُ

و حرًّ قيدته لكم طليقا … من الناس المكارمُ والسماحُ

و قادته لكم خلاًّ صريحا … حبائلُ مدها المجدُ الصراحُ

و أخلاقٌ سقته فأسكرتهُ … و بعض خلائقيِ الكرماءِ راحُ

نكصتُ وقد أحالَ على قرنٌ … له سيفانِ شوقٌ وارتياحُ

كأنّ دمي الحرامَ على يديه … بعيدَ البينِ ما لكمُ المباحُ

فمن يكُ في النوى بطلا فإنيّ … أنا المقتولُ والبينُ السلاحُ

فجعتُ بقربكم والعهدُ طفلٌ … و ساعة ُ وصلنا بكرٌ رداحُ

و ما شبعت برؤيتكم لحاظٌ … سواغبُ لي ولا بردَ التياحُ

و حتى بعدَ أملسَ لم تعلقْ … له بذيول طيبِ الوصلِ راحُ

فراقٌ سابقَ اللقيا وعطفٌ … من الأيام زاحمه اطراحُ

و نهزة ُ نهلة ٍ لم تحلُ حتى … تأجن ماؤها الشيمُ القراحُ

كأنَّ الدهرَ قامرني عليها … معالجة ً فخانتني القداحُ

لئن قصرت مساعيها وضاقت … ففي الأشواقِ طولٌ وانفساحُ

فإن كسرتْ عصا جلدي عصاها … فآمالي برجعتها صحاحُ

و قد يلد السرورُ على عقامٍ … و يحيا بعد ما مات المراحُ

لعلك يا بنَ أكرمهم يمينا … و أقدمهم إذا كرهَ الكفاحُ

و أوسعهم قرى وأعمَّ قدرا … إذا ما الكلبُ أعجزه النباحُ

بقربك أن ستخبرُ أو سيقضي … لهذا الخرقِ رقعٌ وانتصاحُ

فترجعَ لي ليالٍ صالحاتٌ … بكم فاتت وأيامٌ ملاحُ

و ينبتُ تحت ظلكمُ لحالي … جناحٌ حصه القدرُ المتاحُ

علقتكمُ هوى ً ومنى ً فما لي … على الأيام غيركم اقتراحُ

و بعتُ بكم بني دهري ودهري … فعدت وملء حضنيَّ الرياحُ

أقول وقد تعرم جرح حالي … و سدَّ على مطالعيَ السراحُ

و كاشفني وكان مجاملاً لي … عبوسُ الوجه من زمني وقاحُ

و قد منعتْ غضارتها وجفتْ … على أخلاقها الأيدي الشحاحُ

غداً يا نفس فانتظري أناسا … همُ فرجٌ لصدركِ وانشراحُ

ستطلعُ من بني عيسى عليك ال … أكفُّ البيضُ والغررُ الصباحُ

ثقي بغنى ثراك غداً براحٍ … يطلُّ بها جدوبكِ أو يراحُ

و لا تتسغبي أسفا ويأسا … فعند مغالق الأمر انفتاحُ

سينهضُ سقطتي منهم غلامٌ … عزائمهُ الأزمة ُ والصفاحُ

كريمٌ جاره حرمٌ منيعٌ … على الأيام أو حيٌّ لقاحُ

كأنَّ الفضلَ في ناديه صوناً … فتاة ُ الحيّ تمنعها الرماحُ

هو ابتدأ الندى لم أحتسبه … و أوري لي ولم يكن اقتداحُ

و درتْ راحتاه ولم تعصبْ … و كم من مزنة ٍ لا تستماحُ

و ظني أن سيشفعها بأخرى … يسابقُ سعيهَ فيها النجاحُ

تقوم بها على ميدٍ قناتي … و تلحمُ من خصاصتيَ الجراحُ

و تنتجُ من كرائم رأيه لي … بجانبِ جاهه فيها لقاحُ

و عندي في الجزاء مسوماتٌ … لها بالشكر مغدى ً أو مراحُ

حلى الأعراضِ تضحك في تريبٍ … لها عقدٌ وفي صدرٍ وشاحُ

لها الغرضان من معنى ً دقيقٍ … تقوم بنصره كلمٌ فصاحُ

أبوها فارسٌ وكأنّ قومي … بها عدنانُ أو داري البطاحُ

و أفضلُ ما جزيت أخاً بودًّ … و إحسانٍ ثناءٌ وامتداحُ