منحتكَ ألقابَ العلاَ ، فادعني باسمي – محمود سامي البارودي

منحتكَ ألقابَ العلاَ ، فادعني باسمي … فما تخفضُ الألقابُ حراً ، وَ لاَ تسمى

إذا كانَ عقبانُ الجديدِ إلى بلى … فَلاَ فَرْقَ مَا بَيْنَ الْحَدِيثِ وَلاَ الرَّسْمِ

تأملْ إلى الدنيا بعينٍ بصيرة ِ … لعَلَّكَ تَرْضَى بِالْقَلِيلِ مِنَ الْقَسْمِ

فَمَا الْعَيْشُ إِلاَّ خَطْرَة ٌ عَرَضِيَّة ٌ … تَزُولُ كَمَا زَالَ الْحَثِيثُ مِنَ النَّسْمِ

وَهَلْ نَحْنُ إِلاَّ مِثْلُ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا؟ … فَسَوْفَ تُعَانِي الْجَدْبَ يَا رَاعِي الْوَسْمِي

لعمري لنعمَ المرءُ منْ باتَ راضياً … بِمَا خَصَّهُ مِنْ فَيْضِهِ سَابِقُ الرَّسْمِ

تَفَلْسَفَ قَوْمٌ فِي الْمَقَالِ، وما دَرَوْا … جَرِيرَة َ مَا أَبْقَوْا عَلَى الدَّهْرِ مِنْ وَسْمِ

وَلَوْ رَاجَعُوا هَذِي النُّفُوسَ لَعَالَجُوا … بتركِ الخطايا معضلَ الداءِ بالحسمِ

فدعْ هذهِ الدنيا وَ إنْ هيَ أقبلتْ … عليكَ بإيماضِ البشاشة ِ وَ البسمِ

فلوْ جربَ الإنسانُ أخلاقَ دهرهِ … لأمسكَ باليأسِ المريحِ عنِ العسمِ

فَمَنْ لِي بِرَأْيٍ صَادِقٍ أَقْتَفِي بِهِ … مَدَارِجَ قَوْمٍ أَدْرَكُوا الأَمْرَ بِالْقَسْمِ

بَرَتْنِي تَبَارِيحُ الْحيَاة ِ، فَلَمْ تَدَعْ … لديَّ سوى روحٍ ترددَ في جسمِ

يقولونَ ” محمودٌ ” ، وَ يا ليتَ أنني … كَمَا زَعَمُوا، أَوْلَيْتَ لِي طَائِعاً كَاسْمِي

كلمات: اسعد عبدالكريم

ألحان: عدنان خوج

1995