مع العراف – فاروق جويدة

لماذا صارت الأحلام أشواكا

تمزقنا بأيدينا؟

لماذا نترك الأحزان تقهرنا

وتصفعنا.. وتلقينا؟

لماذا نقتل الأشواق

والنجوى لهيب في مآقينا؟

لماذا نكره الأحياء.. والموتى

ونكره كل ما فينا؟

كأن الأرض لم تنجب

سوى زمن يعادينا

وظل الليل بالأحزان

يسقينا.. ويسقينا

وطيف اليأس بالكلمات

يغرينا.. ويغرينا

ذهبت اليوم للعراف أسأله..

لماذا ترفع الأحزان قامتها بوادينا؟

دنا العراف في همس

وقال: الخوف يا ولدي

أراه الآن يقتلنا ويهزمنا.. ويردينا

لأن الله يخلقنا ويطعمنا.. ويسقينا

ولا نرضى بأن نبقى له دوما مطيعينا

دعونا نطلق الكلمات ترحمنا.. تواسينا

دعونا نرفض الأشياء

مثل الناس أو نحكي مآسينا

لماذا يأكل الصبار أزهارا

رعاها.. كل ما فينا؟

حياة الناس أغنية

وما جدوى أغانينا؟

وليل الصمت يخنقنا

ويطحننا.. ويبكينا

رعينا الحب في أرض

عشقناها.. محبينا

جعلناها سفينتنا رأيناها مراسينا

تركنا الظلم ينخرها

لتغرق بين أيدينا

وهبنا النيل قربانا

جعلنا ماءه طينا

تركنا الفقر يهزمنا

يعربد في أمانينا

وقلبي بات يسألني:

متى الأفراح تحيينا؟

متى ستضيء قريتنا؟ متى تشدو ليالينا؟

فدمعي قد غدا نارا و دربي صار سكينا

و جوع الطفل يجعلني أسائل أدمعي حينا:

لماذا الفقر يا ولدي يدمر كل ما فينا؟