مررت على الربوع فغاب صبري – أحمد فارس الشدياق

مررت على الربوع فغاب صبري … مغيب بدورها عن كل خدر

فيا عجبا لشاني اذ تراني … عليها واقفا والدمع يجري

بهيجني نئيج الريح فيها … فاحسبها اذاعت صون سرى

قد انتهكت حريم الترب منها … فذرت تبره في كل قطر

ومن لم ان البده بدمعي … والا بالحرى فيعيه صدري

شفاء من جوى فيه مقيم … مذ استهواه عشقا اهل بدر

الا يا سائق الاظعان رفقا … بقلب شج جنيبك حين تسرى

ولو اني اطقت السير يوما … سحرت العيس عن رمل يشعرى

ولكني صريع عند ربع … ولم اقض الطواف به لجبري

افكر في لقائهم كاني … اشتغلت بمدح عبدالله فكري

اديب العصر قد ارى افتخارا … على الادباء في نظم ونثر

اذا ما خط في طرس سطورا … فذلك للعديم مغاص در

وللمثرين بشرى بالاماني … وفأل بازدياد غنى ويسر

يزيدك ريم منطقه اعتقادا … بان سيزاد من عز وقدر

ولم لا وهو حلف للمعالي … ومولى كل احسان وبر

حوى في صدره علما ودينا … قريني سؤدد وعلى وفخر

فايا تستفد منه يفده … وقد اغناك عن زيد وعمرو

امين ناصح شهم نزيه … عفيف النفس في سر وجهر

فليس الفضل الا فيه يربى … وليس الوصل الا منه يبرى

وليس العلم الا عنه يروى … وليس الراي الا منه يورى

تنزه مع كمال الخلق منه … عن الدعوى وعن صلف وكبر

فتحسبه وانت له جليس … لنزر من علوم القوم يدرى

وما تدري جياد الخيل الا … اذا جربتها في يوم كر

رآه عزيز مصر ذا مزايا … فقربه اليه على التحرى

فمنها انه ندب يرجى … لكل مهمة وعظيم أمر

وان له مساعي كل يوم … تديم عليه مدحا كل دهر

له همم على قدر المعالي … فتوشك ان تكون لدات عمر

ارب بمصر فهي به تباهى … ولكن صيته في كل مصر

تمتعنا بحضرته زمانا … وغاب ولم يغب عن عين فكري

فابصره متى صغت القوافي … وادعوه متى ما ضاق صدري