مديح النيران – قاسم حداد

باسلون في مديح النيران. كل موجةٍ من الوقت الناصع نسميها رقعة القتال. نغفل عن شاهق الجمر. نتخبط في فضة الذهب. ملطخون بالعناصر وريش الضحايا. كل مخيمٍ يمنحنا أسماله لنطمئن ونثق. والحوافر تبذر قمحها الفاسد في طين الناس. موغلـون في المذبحـة، نتشبث بزهرة الليمـ

نرثي ونمدح .

لنـا دلالة الحـزن ، والـدم درجٌ لمراراتنا

لا النـيران تغسل القميص

لا الذئاب تألف الجـب

لا البحر يسعـف السفن ولسنا للنسيان .

باسلون

سـواعدنا رهينـة الكتـب، و لأحفادنـا مـوهبـة الندم .

يقـذفوننـا بالأحصـنة فنظن أنها هـدية العذاب الصـديق.

أطفالٌ يرفعون أسمالهم في طليعة أصواتنـا. يقتحمـون الطريق الملكيـة، فنشعر بدبيـب الوحـوش في زفيرنا، فيما نرقب صافنـاتٍ عوجتـها الإنتظارات، لم تـزل في هيبـة الغيـاب.

باســلون حولـنا جوقةٌ تعزف البراكين

كـمن يغـري الجسد بأكـثر النصال رشاقةً و رأفــة.

وكلمـا تصـاعد القتـل في مكانٍ ، صار الجسد ملـيـك المجابـهات، سيد التجلي :

الجســــــد / حـديدٌ طري تستفرد به دماثة المليكة

الجســــــد / حنينٌ يأخذ شكل الحروف

الجســــــد / حـبٌ يتلاشى في زئبق الندم

الجســــــد / حـالة الـذهب في مديـح النـيران

الجســــــد / حيـلة الطـين لئلا ينجو من المــاء

الجســــــد / ذبيحة الجســـد .