محا رَسْمَ دارٍ بالصَّريمة ِ مُسْبِلٌ – الأخطل

محا رَسْمَ دارٍ بالصَّريمة ِ مُسْبِلٌ … نضوحٌ وريحٌ تعتريهِ جفولُ

فغَيّرَ آياتِ الحبيبِ معَ البِلى … بوارحُ تطوي تربها وسيولُ

ديارٌ لأروى والرَّبابِ، ومَن يكُنْ … لَهُ عِنْدَ أرْوى والرَّبابِ تُبولُ

يَبِتْ وهوَ مَشْحوذٌ عليهِ، ولا يُرى … إلى بيضتي وكرِ الأنوقِ سبيلُ

وما خفتُ بينَ الحيّ، حتى رأيتهم … لهُمْ بأعالي الجأبَتَيْنِ حُمولُ

فبانوا بأروى ، يومَ ذلك، كأنّها … مِنَ الأُدْمِ غَنّاءُ البُغامِ خَذولُ

مُبِنّة ُ غارٍ، أيْنما تَنْحُ شمْسُهُ … لحالٍ، فَقَرْنُ الشّمْسِ فيهِ ظَليلُ

لها منْ وراقٍ ناعمٍ ما يكنها … مرفّ ترعاهُ الضحى وربولُ

وكم قتلتْ أروى ، بلا ترة ٍ لها … وأرْوى لفُرَّاغِ الرّجالِ قَتولُ

فلو كان مبكى ساعة ٍ لبكيتها … ولكنّ شرَّ الغانيات طويلُ

ظَلِلْتُ، كأنّي شارِبٌ أزَليّة ً … ركودَ الحميا في العظامِ شمولُ

صَريعُ فِلَسْطينيّة ٍ، راعَهُ بها … من الغَورِ عنْ طولِ الفراقِ، حَليلُ

أبَوْا أنْ يُقيلوا، إذْ توقَّدَ ومُهُمْ … وقد جعلتْ عفرُ الظباء تقيلُ

وأشْرَفَ حِرباءُ الظّهيرَة ِ يَصْطلي … وهُنَّ على عيدانِهنَّ جُذول

أجَدُّوا نجاءً، غيّبَتْهُمْ عَشِيّة ً … خمائلُ مِنْ ذاتِ المَشا وهُجُولُ

وكنتُ صحيح القلب حتى أصابني … مِنَ اللاَّمِعاتِ المُبرِقاتِ خُبولُ

من المائلاتِ الغيدِ وهناً، وإنها … على صرْمِهِ أوْ وَصْلِهِ لَغَفُولُ

وكُنَّ على أحيالهِنَّ يصِدْنَني … وهُنَّ بلايا للرِّجالِ وغُولُ

وإنَّ امرءاً لا ينْتهي عَنْ غَوايَة ٍ … إذا ما اشْتَهَتْها نَفْسُهُ لجَهُولُ