محاولة في الهاء – أديب كمال الدين

(1)

هاءُ الهمهمة

هاءُ الهروبِ الجديد إلى القضبان

هاءُ العنكبوتِ وبيض الحمام والنقر وسط القلوب

هاءُ هروب الحروف إلى المناطقِ الخارجةِ عن الجغرافيا

هاءُ الكتمان والحرمان والإذعان

هاءُ الأصابع: هل تصل إلى المفتاح؟

هاءُ هبوب الرياح.

(2)

قلتُ للهاء: هل أنتِ جميلة ؟

قالت: أجملُ مما تتصور أيها الغارق في الطير

أنا أجملُ من فجرٍ يزرع طيراً في الماء

أجملُ من طيرٍ يزرع ماءً في الفجر

أجملُ من ماءٍ يزرع فجراً في قلبِ الطير.

(3)

وانتبهتُ إلى الهاء

كانت عذبة في حلمها المشتبك

طرية كغصن بان

مدهشة كتنهيدة

فرحة كسفينةٍ تغرق.

(4)

وانتبهتُ إلى الهاء

كانت الهاء توزّعني ذات اليمين وذات الشمال

وأنا جالس قرب عشبها

مثل سكين سقطتْ من يد قاتل

مثل صورة تبحثُ عن صاحبها الفقيد

مثل دراهم أضاعها طفل بريء

مثل كلكامش أضاع الطريق إلى أنكيدو

مثل أنكيدو لم يلتقِ بعد بالمرأة العنكبوت

مثل امرأة سُبِيتْ دون سبب مفهوم

مثل سبب لا سؤال عنده أو لديه

مثل سؤال أضاع علامة بكارته

مثل علامة ضحكتْ مني

مثل ضحكة سقطتْ في منتصف المسافة

مثل مسافة سقطتْ في منتصف الجسر

مثل جسر أضاع فراته وأطفاله وقطاراته

مثل قطارات تدوّي الليل كلّه

مثل ليل سفيه، وآخر ملآن بالدمع

مثل دمع له عنوان بيتي وعري خرافاتي

مثل خرافاتي ذات الأربعين دهراً ودهراً

مثل دهر له ماله

مثل من لا مثل له

مثل من لا مثيل سواه.