مجد الشآم أعدته فأعيدا – خليل مطران
مجد الشآم أعدته فأعيدا … ورددت رونقه القديم جديدا
كيف الأصيل من الجلال وفوقه … صر أثيل للمفاخر شيدا
يتتابع العمران في جنباته … وقريبه لولاك كان بعيدا
ماذا أتيت به على قصر المدى … من كل إصلاح يعد فريدا
لم يذكر التاريخ نصراً كالذي … أحرزته فوق الظنون مجيدا
هل كان أمره قائدٍ أو سائسٍ … في الحالتين كما أجدت مجيدا
أعجب بشعبٍ في الخفاء عبأته … لم يألف التنظيم والتنجيدا
والدو يرميه بزرق عيونه … والجو في كل إتجاه ريدا
فيهب مكشوف المقاتل فاتكاً … بمكاثريه عدة وعديدا
ويذيق من أشقى البلاد ببغيه … عقبى نكال كابدته مديدا
حتى إذا أجلاه كان جلاؤه … للعرب في كل المرابع عيدا
عيدٌ له ما بعده في معشر … يأبي الحياة مكبلاً ومسودا
حلو الشمائل والزمان ملاين … ويمر إن كان الزمان شديدا
أهل الشآم كعهدكم لم يبرحوا … أن يستثاروا في الخطوب أسودا
وكعهدكم بذكائهم ومضائهم … رفعوا لهم في الخافقين بنودا
إن لم تسع نبغاءهم أوطانهم … جعلوا حدود العالمين حدودا
يا خير من ولته أمته فما … ضلت وكان موفقاً ورشيدا
أعجزتني عن شكر ما أوليتني … أتزيدني بقبول عذري جودا
هيهات يخلدك القريض وأنت من … يهب القريض الوحي والتخليدا
قامت فعائلك الكبار شواهداً … ولو أنها كلمٌ لكن قصيدا
بات توج العهد المبارك رأسه … وبصحبك الأبرار زان الجيدا
غرٌّ ميامين شهدت بلاءهم … في كل نازلةٍ فكان حيمدا
هذا جميل من وفى كوفائه … أن يذكر القوم الفداة الصيدا
هيهات أن ينسوا زعيماً سامه … إخلاصه التغريب والتشريدا
ورفاقه الصيابة النجب الأولى … لم يذخروا غرماً ولا مجهودا
الباذلين نفوسهم دون الحمى … ليعيش مرفوع المقام سعيدا
فلتحيى سرويا ولا برحت كما … تهوى علاها طارفاً وتليدا