متى وصلت تحية ُ مستهامِ – مهيار الديلمي
متى وصلت تحية ُ مستهامِ … فخصَّكِ غيرَ محجوبٍ سلامي
وساعدَ جدبَ داركِ خصبُ جفنى … إذا قلَّت مساعدة ُ الغمامِ
لترضى يابنة السّعدي عنّى … وترضى ما وفاي وما ذمامي
سلى بصبابتي طيفا بخيلا … بهجرك إن سمحتِ بأن تنامي
يزور من العراق وأنتِ شامٌ … لقد أرعاك ظاعنة ً مقامي
إذا وعدته رؤيتكِ الليالي … سرى مستصحبا بك في الظلامِ
يلوح الركبُ نشرُك فيه مسكٌ … فأعرفُ منجدٌ هو أو تهامي
وأسأل عن سواك وكنتِ همِّي … تجنُّبَ أن ألامَ وأن تلامي
على شرفٍظباءٌ مطمعاتٌ … وما قيِّضنَ قطُّ لسهمِ رامي
فيا ظبياتُ إن خفتنَّ عقبى … فخفن الله في قتلى الغرامِ
فلولا بغي بدرِ بني تميم … لما بعثَ المحاقُ على التمامِ
ولو سلم ابنُ أيّوب ولمّا … يحلْ سلمِ البقاءُ من الحمامِ
ولكن خانني منه أمينٌ … وأسلمني إلى الأخطار حامي
رعيتُ به الو بيئة َ من جميمي … وجرِّعتُ القذيَّة َ من جمامي
وقلتُ السيف في نصري فلما … شققتُ بسلِّه ثوبَ القتامِ
ضربتُ به فخان وأيّ ذنب … لكفّي والخيانة ُ من حسامي
إذا بلَّغتَ عن قلبٍ مصابٍ … بكهلِ الودّ والعيشِ الغلامِ
فقل لمحمّدٍ ولعلَّ عوداً … ذوى بالعذلِ يرجع وهو نامي
أبعدَ تطاولي بك واقتصارِ ال … وداد عليك من دون الأنام
وشغلكِ بي وإن عرضتْ أمورٌ … تحيلُ الجفنَ عن عهدِ المنامِ
أذكِّرك التي ما كنتَ تنسى … وأشحذُ ماضيا شحذَ الكهامِ
وأنحتُ بالتقاضي منك صخرا … وداءُ المطلِ ينحتُ من عظامي
وترضيني بعذرٍ بعد عذرٍ … وكرُّ الحكِّ أقرفُ للكلامِ
ولو أنصفتَ فضلكَ وانبساطي … إليك وكنتُ بعدُ على احتشامِ
ضننتَ بقطرة ٍ من ماء وجهٍ … إذا القطراتُ دامت فهو دامي
أردتك للّتي قربت وقلَّتْ … عليك ولم أرم صعبَ المرامِ
أراك اليومَ بعد البين تأبى … على رسني وتصعبُ عن حزامي
كآخر إن شكوتُ إليك منه … شكوتُ من السَّقام إلى السَّقامِ
فقل يأسا يمتْ أملي فإني … أحلُّك من دم الأمل الحرامِ
يريني المجدُ أن أرمي سديدا … وما هو في عيابك من سهامي
وأحتمل السكوتَ وفيه معنى ً … من التعنيف أوجعُ من كلامي
فيسقم فيك إعلاني وجهري … ويسلم باطني لك واكتتامي
ومن لك بالأخ الموتور تبدو … ضغينة ُ قلبه لك في الخصامِ
يشقُّ إهابه غضبا فيرضى … بحلو العتب من مرِّ الكلامِ
وغيرك لو أساء فخاف عتبي … أمنتُ من البعوضِ على القطامي
وفي الجانين محتملٌ لئلا … يشاد بذكره في الانتقامِ
فلا تتجرَّمنَّ على القوافي … مطاوعة َ التسرُّعِ والعرامِ
فإن سفورها لك فرط نصحٍ … وكم داجت بما تحت اللئامِ
فإن النثر لما ضج ممّا … تجنِّبهُ شكاكَ إلى النظامِ