متى هب النسيم على الغياض – أحمد فارس الشدياق
متى هب النسيم على الغياض … تذكرت الثناء على رياض
نجيب في انامله يراع … ينوب عن الاسنة والمواضى
يخط به سطورا رائعات … فيا حسن السواد على البياض
يفيض الدر من فيه علينا … فيوضا لم يشنه من مغاض
وفي اثنائها حكم توالت … يمج بها يراع وهو ماض
يسرك انس حضرته سرورا … كانك قد ظفرت بارث قاض
ومن عنوان ذاك البشر بشرى … بفوز دائم دون انتقاض
بسيط الفضل لكن القوافي … على وفق اسمه ذات انقباض
ومن لم يعنه ما يشتهيه … اتاه حظه دون البراض
على اني اقول ومن براه … على خلق يجل عن اعتراض
لمدحته احب الى من ان … اعاطي الراح من ساق مراض
ومالي عنه يوما من عدول … ولا عن بره بي من عياض
انست بقربه والداء فاش … فانساني محاذرة الجهاض
هو الشهم الذي يأسو بفضل … وسلوان لشاك ذي ارتماض
تجمعت المحامد فيه حتى … نراها في سواه كالفضاض
شفيع المجتدين لدى مليك … سرت جدواه في اقصى الاراضي
اذا يممته لعظيم امر … اشاح له على جد انتهاض
يرى نفع الورى فرضا عليه … فلم تحتج لديه الى نضاض
تدين له المعالي طائعات … وليس لها سواه من ماض
زواخر ما يفيد جرت عبابا … فما تحصى بقطر من خضاض
رفيع القدر محترم ولكن … لراجيه الهيوب على انخفاض
صحيح القول وصفا فيه حسبي … وحسبك وصف الحاظ مراض
وما سخط الورى عندي بشى … بحيث اراه يوما وهو راض
اذا ما ضاق صدري من كروب … ذكرت حلاه يصبح وهو فاض
أدام اللَه طلعته صباحا … لدهر حالك الايام غاض