ما لكَ عندَ الحبيبِ عذرٌ – مصطفى صادق الرافعي
ما لكَ عندَ الحبيبِ عذرٌ … وكلُ يومٍ نوىً وهجرُ
إذا تناءيتَ لا يبالي … وإن تقربتَ لا يسرُّ
يأبى عليِهِ الدلالُ أن إلا … يزالُ فيهِ عليكَ كبرُ
ليسَ سوى الحبُّ من جنونٍ … وليسَ غير العيونِ سحرُ
تشكو إلى البدرِ من جفاهُ … كلاهما لو علمتَ بدرُ
وترقبُ الفجرَ في الدياجي … وهل لليلِ المحبِ فجرُ
قد عرفَ الناسُ ما تعاني … وليسَ للعاشقينَ سرُّ
فلا تطعْ من يلومُ فيهِ … ولا يغرنكَ ما يغرُّ
ولا تكن للوشاةِ عبداً … فليسَ بينَ الوشاةِ حرُّ
واصبر على اللغوِ صبرَ قومٍ … مروا كراماً غداةَ مروا
وهونِ الخطبَ كم عسيرٍ … أعقبهُ في الأمورِ يسرُ
ماذا على الدهرِ إن تمادى … وكلُّ يومٍ عليكَ دهرُ
وكيفَ ترضاهُ وهو حلوٌ … وتجزعُ اليومَ وهو مرُّ
واصبرْ لها ما دهاكَ خطبٌ … إن دواءَ الهمومِ صبرُ
تفنى الليالي وليسَ يبقى … ما ينفعُ المرءَ أو يضرُّ
يا من تعذبتُ في هواهُ … أما لصبري الطويلِ أجرُ
بي حسراتٌ عليكَ ما إن … يقوى على مسهنَّ صدرُ
نسيتني والزمانُ بؤسٌ … وكنتَ لي والزمانُ نضرُ
إذا رضينا فما علينا … إن ليسَ يرضى زيدٌ وعمرو