ما كان سهما غار بل ظبيٌ سنحْ – مهيار الديلمي

ما كان سهما غار بل ظبيٌ سنحْ … إن لم يكن قتلَ الفؤادَ فقد جرحْ

جلبَ الجمالَ يريد أنفسنا به … ثمنا فتاجرناه فيه كما اقترحْ

أرجتْ جنانَ السفح فيه بنافضٍ … ردنيه عن عرف الجنان إذا نفحْ

عرقُ المجاسد فاض ماءُ شبابه … و الوردُ أطيبُ منه ريحا ما رشحْ

في جيده الكافورِ سبحة ُ عنبرٍ … ما كان أغفلني وليس عن السبحْ

و أما ومشيتهِ توقرَ تارة … صلفا وأحيانا يجنُّ من المرحْ

و مواعدٍ ليَ في خلال وعيده … مزجتْ بدمع صبابتي دمعَ القدحْ

لأشاطرنَّ هواه جسمي إن وفى َ … و لأبخلنّ على العواذل إن سمحْ

راحت تعنفُ في الصبا ما آن أن … يثنيك عن أشرَ الثنيَ نهى ُ القرحْ

و الخمسُ والعشرون تعذرُ فاسدا … لو ناهزتهْ الأربعون وما صلحْ

مناك ظنك بي غرورا أنني … أصحو وفي الظنّ المحالُ المطرحْ

كالليث والغمرُ استغرَّ بثغره … فدنا إليه فاسئلي عما كلحْ

و الصاحبِ التمس الغمامُ تشبها … بيديه لا جرمَ انظري كيف افتضحْ

جاراهما ويكاد يغرق فيهما … بالجود إلا أنه فيه سبحْ

للعزّ ما منعَ الحسينُ فلم تنل … كفُّ الزمان وللمكارم ما منحْ

إن همَّ أبصر غايتيه بحزمه … كالطرف يدرك نوره أنيَّ طرحْ

أو جدَّ في خطبٍ كفاه ووجهه … متبسمٌ فيقول حاسدهُ مزحْ

كم نعمة ٍ لم تلههِ عن عصمة ٍ … و جمادِ عامٍ لم يعقهُ أن انفسحْ

و مدامة ٍ عذراءَ بات نديمها … و بغارة ٍ شعواءَ يومئذٍ صبحْ

رفقا فجربهُ وقل في ناره … إن أضرمتْ وقد اشتواك بما لفحْ

و اهتزَّ كلكلهُ فكنت سحيقة ً … بددا فأين يكون ركنك إن نطحْ

بي أنت ضجَّ السيفُ حتى إنه … لو كان يومَ يسلُّ ذا صوتٍ لبحْ

و شكا جوادك في الضوامرِ بثه … لما استراحت وهو تحتك لم يرحْ

طرفٌ تعود أنه لو طارد ال … ريحَ الشمالَ عليه فارسه بطحْ

و أغرُّ يسرجُ يومَ يسرجُ وجههُ … زهرَ الكواكبِ قام فيها أو سرحْ

و مؤدب الأعضاءِ لا يهفو به … جنباه ما حسَّ الغلامُ وما مسحْ

فسواه ما خلع اللجامَ ومدَّ طغ … يانا وما منع الركابَ وما رمحْ

و لك المقامُ زأرتَ فيه والقنا … أجمٌ فهان على عرينك من نبحْ

و الرأيُ أعجزه الصوابُ فلم يشرْ … فيه سواك ولو أشار لما نصحْ

أمؤاخذي كرما عليَّ قضيتهُ … إن ضاق عنه لسانُ شكري أو رزحْ

غفراً متى قصرتُ عنك فإنني … بالمدح أولى لو بلغتك بالمدحْ

هذا ولم تحفزك قدرة ُ خاطري … ما جاءه عفوا وما فيه كدحْ

كم نومة ٍ للعاشقين وهبتها … ليلا أراقب ديكه حتى صدحْ

و الليلة البهماءُ تولدِ فكرتي … غراءَ يحسدها الصباحُ إذا وضحْ

و لأنتَ باستحسانها أنطقتني … و شرحتَ بالإكرامِ صدري فانشرحْ

و نسيتَ ما أعطيتنيه وفيهمُ … حاشا سماحك منْ إذا أعطى لمحْ

فلغيرك المتسهلُ المبذولُ في اس … ترخاصه ولك الغرائبُ والملحْ