ما أحسن العلمَ لمن يعمل – محيي الدين بن عربي
ما أحسن العلمَ لمن يعمل … وأقبحَ الجهلَ بمن يجهلُ
إنَّ الإلهَ الحقَّ في فعلهِ … قد يمهلُ العبدَ ولا يهمل
ويحرصُ العبدُ على فعل ما … ينفعهُ وقتاً وقدْ يكسلُ
لأنهُ ينصرُ في فعلهِ … ثم يرى في تركه يخذل
يا ليتَ شعري هلْ أرى منْ فتى ً … يبحثُ عمَّا فيهِ أو يسألُ
حتى يرى من نفسه ربه … سبحانه يفعلُ ما يفعل
ويبصر الأكوان هل هي هو … لمثلِ هذا إخوتي فاعلموا
سألتُ قوماً أهملوا أمرنا … فقالَ لي خاذلهمْ أمهلوا
لا يُنسَبُ الفعل لغيرِ الذي … قيلَ لكمْ فإنهُ أجملُ
كما أتى فيمن نسى آية … بأنه نسي ولا يعقل
إذا دنتْ للوقتِ ريحانة ٌ … يشمها الأمثلُ فالمثلُ
ولا يحصلُ الشخصُ على حكمهِ … فيه به علما وقد يحصل
مثلي فإني عالمٌ أمرَهُ … فيّ وفي غيري فلا أجهل
منْ صانه يجهلُ أسرارهُ … فلا تصونوهُ فما يجهلُ
الأمرُ مكشوفٌ لعينِ الذي … يعرفهُ لكنهُ يسدلُ
عليهِ سترَ الصورِ منْ غيرة ٍ … فلا تقلْ بأنَّهُ يبخلُ
حاشاهمُ منْ بخلٍ ينسبُ … إليهمُ فإنهم كمل
آثارُهمْ في الكونِ محجوبة ٌ … عنهم وهذا حدُّه الفيصل
ما بينهمْ وبينَ معبودِهمْ … يدري به الأعلم والأفضل
فهمْ كمنْ تظهرُ أفعالهُ … بخاصة ٍ منهُ ولا يعقلُ