مالي ولم أسبق إلى الغنمِ – مهيار الديلمي

مالي ولم أسبق إلى الغنمِ … قسمَ الرجالُ وأغفلوا سهمي

الحقّ لي والحظّ عندهمُ … أظما ويروى معشرٌ باسمي

ما هذه أولى مغابنة ٍ … وقضيّة ٍ للدهر في ظلمي

ليت الهوى عدلتْ حكومته … إذ جارت الأيّام في الحكمِ

بل كلُّ مصطحبينْ قد رضيا … بالغدر واصطلحا على الغشمِ

فرأيتُ طرْفي جالبا سهَري … ووجدتُ قلبي مسقما جسمي

وجنت عليَّ الحبَّ مترفة ٌ … تصمي المقاتلَ قبل أن ترمي

برزتْ هلالا واختفت قمرا … ربّيتُ فيها الحبَّ لليُتمِ

لا تخدعنَّكَ قولة ٌ عذبتْ … فالماءُ بين حجارة ٍ صمِّ

وخن الأمانة َ وانجُ مغتبطا … إن الوفاءَ مطيَّة ُ الهمِّ

يا رُبَّ مبتسم بكيتُ له … ما كلُّ ثغرٍ فضَّ للّثمِ

وأخٍ وصلتُ وعدتُ أصرمه … لو كنتُ أسلمُ منه بالصُّرمِ

ينهى البعوضَ أذا رآني عن … جلدي ويأكلُ غائبا لحمي

لولا ابن أيّوبلما وصلتْ … بداوى حيلته إلى سُقمي

يعلو وحظُّك من خلائقه … لينُ العصا وسهولة ُ العجمِ

مثل السلافة ِ كلّما عتقتْ … كفتِ اقتراحَ الذوق والشمِّ

لم ينسَ قدرته العفافُ ولا … نشزت حداثته على الحزمِ

وتحثُّهُ فتزيده جلدا … والجبرُ زيَّدَ في قوى العظمِ

بلغتْ محمداً الإرادة ُ بي … غرضا وفاز بوده سهمي

وقنعتُ من قسمِ الزمان به … مذ صار من أبنائه قسمي

فالآنَ ألقاه بلا أربٍ … يبغى ويلقاني بلا جُرمِ

وسعَ المنى ووفى أخو كرم … عصرتْ خلائقه من الكرمِ

وبني وشاد على أبيه وقد … تلدُ الرجالُ بنينَ للهدمِ

وأغاثني والحبلُ منتشرٌ … والسلك منظوم على خرمِ

خلِّصهُ لي يا دهرُ وامضِ بمن … يقتادُ واخلصْ أنتَ من ذمِّي

وأعن ضميري فيه يا لسني … بغرائبٍ يفصحنَ بالعجمِ

وبما ألنتَ وكنتَ ممتنعا … وولدتَ بين خواطرٍ عقمِ

ينكرنَ بالحدثان في زمني … لولا تعرُّفهنَّ بالوسمِ

يُلحقنَ بالأنساب مثلثة ً … ما بين بنت الخالِ والعمِّ

تأتيه بالأعياد راكبة ً … منها ظهورَ الشُّهب والدّهمِ

في كل بيتٍ حكمُ تهنئة ٍ … من فضِّ أوَّلها إلى الختمِ