ماجدُ السعى أتاه ما سعى لهْ – مهيار الديلمي
ماجدُ السعى أتاه ما سعى لهْ … ومعانٍ طلبَ العزَّ فنالهْ
وجوادٌ أطلقتْ أرساغه … هممٌ تبدلُ بالريثِ العجالهْ
فجرى لم تثنه دونَ المدى … سعة ُ الشوط ولا ضيقُ المجالهْ
كلّما طال به ميدانهُ … تمّ بالبعد وأجرى في الإطالهْ
ناشدا من حقّه عازبة ً … ردّها اللهُ على طول الضلالهْ
فانتهى والريحُ في أعقابه … حيرة ً تسألُ مجريها الإقالهْ
يا بني أيوب بشرى أعظمٍ … لكمُ من فوقها الأرضُ مهالهْ
وهنا أسلافكم ما أعقبتْ … تلكم الأصلابُ من هذي السلالهْ
بعميدِ الرؤساءِ اعتدلتْ … لكمُ أعمدة ُ المجد الممالهْ
لم تزل مديتُه حافرة ً … في الكدى حتى صفت هذي الزَّلالهْ
رجعَ الحقُّ إلى أربابه … واحتبى في داره يعرفُ آلهْ
يشكر الأقدارَ في أوبته … ويذمُّ البعدَ فيما كان عالهْ
أنحلته بعدكم كلُّ يدٍ … لم تكن تحسن في الغضب انتحالهْ
جهلت قدرَ معانيه فقد … رضيتْ منه بأسماءٍ محالهْ
أبصر القادرُ لمّا ردّها … فيكم أنّ الهدى فيما بدا لهْ
ورأى أنوارها من ظلِّكم … بعدَ بيت الجور في بيت العدالهْ
والإمام المجتلى من قبله … كنتمُ أولى به ممن عنا لهْ
لم تكونوا كالذي دبّ له … خمرا في ملكه حتى أزالهْ
ورأى القائمُ بالأمر غدا … أنكم أنصر أعضادا وآلهْ
عجمَ الناسَ فكنتم دونهم … يده تحملُ سيفا ورحالهْ
فاجتبى منكم فتى ً أيَّ فتى ً … شفع الأصلَ بحزمٍ وأصالهْ
لحقَ العرقَ وزادت خطوة ٌ … منه أعطتْ فوق ما تعطى الفضالهْ
بأبي طالبَ ترتاحُ غداً … دولة ٌ من ظاهرِ الجور مذالهْ
يا وزير الخلفاء انهض بها … مثلما تنهض بالسيف الحمالهْ
كيف لا يشتاق أن تملأه … مجلسٌ وجهك بدرٌ وهو هالهْ
موقفٌ أنت أخوه وابنه … غلبَ الناسُ عليه بالجهالهْ
رتبة ٌ لم تقتعدها غلطا … ومقام لم ترثه عن كلالهْ
تجملُ الدنيا ومن فيها به … وعلى ذاك لقد كنت جمالهْ
وهنيئاً لبسة ٌ فضفاضة ٌ … ذيّلوها لك من غير إذالهْ
لبسة ٌ سوداءُ عباسيّة … تنطق الروعة ُ منها والبسالهْ
من أديم الليل قدّتْ هيبة ً … لا ظلاما ووقارا لا ضلالهْ
أطلع الأفقُ على ديجورها … شمسه وجهك والتبرَ هلالهْ
خُلقتْ لونَ الشبابِ المشتهى … وحكت خطرته فيك وخالهْ
وأعزّوها بأخرى وصفتْ … روضَ وعساءَ جرى الماءُ خلالهْ
ترجع الأبصارُ من أوطارها … حيرة ً عن قبسٍ أو عن ذبالهْ
يمتريك الشكُّ في راصعها … أجمدَ العسجدَ فيها أم أسالهْ
ومنيفٌ لاحقّى لو عطا … عنقه يمسح بالطود لطالهْ
نفض الرَّوسُ على أعطافه … صبغة ً لم تتعقّبها استحالهْ
لا يمسُّ الأرضَ إلا غلطا … غيرَ أن يعلقَ بالترب نعالهْ
نصحته مقلتا جازئة ٍ … آنستْ بالرمل سهما وحبالهْ
ومصيخانعلى نائية … بخفيّ الجرسِ حتى يوضحا لهْ
عجبَ الناسُ وقد أمطيتهُ … من غزالٍ فوقه وجهُ الغزالهْ
منحٌ كنتُ أرى آثارها … بخفيّ الحدسِ أو وحى الدلالهْ
وانسكاب المزن من حيث انبرت … شقق البرق خطافا ومخالهْ
فتملّ العزّ واسحب ذيلهْ … وارتبع روضته واسكن ظلالهْ
خطوة ٌ ما للمنى من بعدها … مرتقى ً يعطى سموّاً واستطالهْ
وإذا لم يك أمر زائدا … فأدام اللهُ هذا وأطالهْ
وانطوى الدهر على أعقابه … والقضايا وهي لم تقض انتقالهْ
وانتحال المدح يسري راكبا … كلَّ فتلاءَ ضمورٍ في الرحالهْ
دقّ فاستصعب ما تحملهُ … وهى تحت الحمل بزلاءُ جلالهْ
فاتت القولَ وزادت قدرة ً … وقوى ً أن وجدت فيك مقالهْ
للتهاني كلّ يومٍ فوقها … طارقٌ يوسع للشعر مجالهْ
يجتليها منك كفءٌ عارفٌ … يأخذ القولَ ويعطينا فعالهْ
يسمنُ العرضَ ويضوي كفَّه … وحبيبُ العرضِ من أبغضَ مالهْ
فتغنَّمها وخذ من رزقه … حلوهُ المأكولَ عفوا وحلالهْ
واحتمل من هذه تقصيرها … ربّما كانت مع الطَّول الإطالهْ