لِينُرْ شعَاعُكِ يَا عرُوس النِّيلِ – خليل مطران

لِينُرْ شعَاعُكِ يَا عرُوس النِّيلِ … وَيُسِرْ شِرَاعُكِ فِي أَبَرِّ سَبِيلِ

أَنْتِ المَلِيكَةُ فِي الجَّوَارِي فَازْدهِي … بِبدائِعٍ جُلَّتْ عَنِ التْمْثِيلِ

رَاعِي الغزَالَةَ وَالقَضَاءَ فُلاَتَها … يرْعى مُهَاةَ المَاءِ رعيَ كفِيلِ

أوْ مَا تُرَى فَوْقَ الحُبَابِ خُطُورَهَا … بَيْنَ ابْتِسَامِ الموْجِ والتَّقْبِيلِ

يَهْفو الصَّحِيحُ مِن الصبا لِيُمِيلَهَا … فَيَخِفُّ ثم يَمُرُّ مُرَّ علِيلِ

وَتَظَلَّ تؤْنِسُهَا النَّجُومُ بِنَبْاةٍ … مهْمَا تُطِلْ فَاللَّيْلُ غَيْرُ طَويلِ

إِنْ تَنْطَلِقْ راضَ العُباب صِعَابَهُ … فَجَرتْ عَلَى قَدْرٍ مِنَ التَّسهِيل

وَإِذَا رَستْ فَالضِفَّتَانِ حدائِقٌ … زهِرتْ بِكلِّ مُحَبِّبٍ وجمِيلِ

مَدَّت إِلَى المِرْآةِ خُضْرَ ظِلاَلِهَا … نَكَسَتْ حَقَائِقُهَا حِلَى التَّخْيِيلِ

بَيْتٌ مُشِيدٌ يَسْتَقِّلُ وفِيهِ مَا … يُرْضِي القِرى مِنْ طَيِّبِ المَحْمُولِ

زَهِيَتْ مَعَالِمُهُ بِآيَاتِ النَّهى … مِنْ زَيِّ أَلْوَانٍ وَغُرِّ شُكُولِ

فَعُقُودُ نَظْمٍ رُصِّعَتْ جِدرَانُهُ … بِلآلىءَ اسَتوْقَفْنَ حِينَ مَسِيلِ

يا صاحِبَ الفلْكِ الَّتِي أَعْلاَمُها … خفاقَةٌ فَرَحاً بِكُلِّ نَزِيلِ

أَكْرِمْ بِنَفْسِكَ حِينَ قَالَتْ سَاعَة … لَكَ مَا يَسُرُّ ضَمِير كُلِّ نَبِيلِ

حَدِّثْ بِنِعْمةِ ربِّكَ الصَّمَدِ الَّذِي … أَعْطَاكَ مَا أَعْطاكَ مُحْضَ جَمِيلِ

حَدِّثْ بِهَا فَالجُودُ أَفْضَلُ مَا بِهِ … يُوفَى لَه شكْرُ عَلَى التَّفْضِيلِ

كَمْ نِعْمَةٍ عِنْدَ البَخِيلِ فَقِيدَةٌ … جَعَلْتَ عَطَاءَ اللهِ كَالتَّطْفِيلِ

لِيكنْ سَخَاءَكَ وَالحَياةُ سفِينَةٌ … فِي الدَّهْرِ بَيْنَ إِقَامَةٍ وَرحِيلِ

أَمْناً وَيُمنْاً لِلْحَيَاةِ وَرَبِّهَا … وَسُرُور تَجْوَالِ وسَعْدَ حُلُولِ