لِلَّهِ دَرَّ أبي داود من رجلِ – عبدالغفار الأخرس
لِلَّهِ دَرَّ أبي داود من رجلِ … يستنزل العصمَ من مستعصم القلل
لو رام قلع الجبال الشمِّ ما تركت … والفائزون بما يرجون من أمل
له من الله في سلمٍ ومعترك … بأسُ الحديد وجُود العارض الهطل
شيخٌ حماها بفتيان إذا زأروا … تخوّفتهم أسودُ الغيل بالغيل
حفَّتْ به من بني نجد أُغَيْلِمَة ٌ … أعدَّهم لنزول الحادث الجلل
إذا دعاهم أبو داود يومئذٍ … جاؤوا إليه بلا مهلٍ على عجل
المدْرِكونَ بعون الله ما طلبوا … والفائزون بما يرحبون منأمل
كم فتكة ٍ لسليمان بهم فتكت … وما تقول بفتكِ الفارس البطل
لقد قضى الله بالنصر العزيز له … فيما قضاه من التقدير في الأزل
والله أعطاه في خَلْقٍ وفي خُلُق … الصدقَ بالقولِ والإخلاص بالعمل
جاءَ الصريخُ إليه يستجير به … مستنجداً منه بالخطيّة الذيل
فجهّز الجيش والظلماءُ عاكفة ٌ … والرعد والبرق ذو ومض وذو زجل
سرى إلى القوم في ليل يَضِلُّ به … سِربُ القطا وجبان القوم في الكلل
بحيث لا يهتدي الهادي بها سُبُلاً … يَهديهم الرأيُ منها أوضحَ السبل
فوارسٌ بلغت نجدٌ بهم شرفاً … يسمو وفي غير طعن الرمح لم ينل
فأدْرَكتْ من عِداكم كلَّ ما طلبَتْ … فصار يُضربُ فيها اليوم بالمثل
وصبَّحتهم ببيض الهند عادية ً … فأصْبَحتْ وهي حمرُ الحلّ والحلل
قتلٌ وأسرٌ وإطلاقٌ يمنُّ به … على العدو وإرسال بلا رسل
فكان عيدٌ من الأعياد سُرَّ به … أهلُ الحفيظة من حافٍ ومنتعل
إذ يحشر في ذاك النهار ضحى ً … والخيل قد أقْبَلَتْ بالشاء والإبل
هذا هو الفخر لا كأسٌ تدار على … شرب ولا نغمُ الأوتار بالغزل
فليهنك الظفرُ العالي الذي انقلبت … به أعاديك بعد الخزي بالفشل
وقرَّ عيناً فدتك الناس في ولد … يحيي المناقب من آبائك الأوَل
فأرَّخوه وقالوا يومَ مولده … يقرُّ عين سليمان الزهير علي