لِكلِّ حى ٍّ نَذيرٌ من طَبيعتهِ – محمود سامي البارودي

لِكلِّ حى ٍّ نَذيرٌ من طَبيعتهِ … يوحِى إليهِ بِما تَعيا بهِ النُذُرُ

يَرْجُو وَيَخْشَى أُمُوراً لَوْ تَدَبَّرَها … لزالَ من قلبهِ التَّأميلُ والحذَرُ

تَراهُ يَسْعَى لِجَمْعِ الْمَالِ مُعْتَقِداً … أنَّ الْفَتَى مَنْ لَدَيْهِ السَّامُ وَالشَّذَرُ

وكيفَ تنفِى ثِيابُ المرءِ من دنَسٍ … وَقَلْبُ لاَبِسِها مِنْ غَدْرِهِ قَذِرُ؟

يَا فَارِسَ الْخَيْلِ، كَفْكِفْ عَنْ أَعِنَّتِها … فَقَدْ شَكَتْ فِعْلَكَ الأَحْلاسُ وَالْعُذُرُ

إن كنتَ تَبغى بِها ما لستَ تَبلغهُ … مِنَ الْبَقَاءِ فَبِئْسَ الْبُطْلُ وَالْهَذَرُ

إِنَّ الْحَيَاة َ وَإِنْ طَالَتْ إِلَى أَمَدٍ … والدَهرُ قُرحانُ ،لا يُبقِى ، ولا يَذَرُ

لا يأمنُ الصَّامتُ المَعصومُ صَولتهُ … ولاَ يَدُومُ عَلَيْهِ النَّاطِقُ الْبَذِرُ

فَاضْرَعْ إِلَى اللَّهِ، وَاسْتَوْهِبْهُ مَغْفِرَة ً … تَمحو الذُّنوبَ ، فَجانى الذَّنبِ يَعتَذِرُ

وَاعْجَلْ، وَلاَ تَنْتَظِرْ تَوْباً غَدَاة َ غَدٍ … فَلَيْسَ فِي كُلِّ حِينٍ تُقْبَلُ الْعِذَرُ

هَيهاتَ ، لا يستوِى الشَّخصانِ فى عمَلٍ … هذا صَحيحٌ ، وهذا فاسِدٌ مَذِرُ