لَوْ رُمْتَ إبْقَاءَ الوِدَادِ بِحَالِهِ – الشاب الظريف

لَوْ رُمْتَ إبْقَاءَ الوِدَادِ بِحَالِهِ … لَمْ تُغْرِ طَرْفَكَ بِارْتِيَادِ نِبَالِهِ

أَمّا وَقَدْ سَلَّمْتَ نَفْسَكَ لِلْهَوَى … فأتتْ بما تلقاهُ منْ أهوالِهِ

حَدَقُ الجَآذِرِ كُنَّ أَوَّلَ شَافِعٍ … للعقْلِ حتى فكَّ أسرُ عقالهِ

يا منْ يلومَ الصب في برحَائهِ … إبغِ السَّلامة َ لا بُليتَ بحالِهِ

مَنْ شُغْلُهُ بِالحُبّ عَنْ مَحْبُوبِهِ … كيف الفراغُ لَهُ إلى عُذَّالِهِ

هُوَ ذَلِكَ القَمَرُ الذي القَمَرُ الذي … مُتَنَاقِصٌ بَدْرُ الدُّجَى لِكَمَالِهِ

لَوْ كُمْتُ أَمْلِكُ خَدَّهُ أَفْنَيْتُهُ … باللثمِ أو أذبلت ورد جَمَالِهِ

الحَرْبُ بَيْنَ عُهُودِهِ وَوَفائِهِ … كالسِّلْمِ بَيْنَ وُعُودِهِ وَمُطَالِهِ

طَالَتْ مَسافَة ُ هَجْرِهِ فَكأَنَّهَا … مِنْ لَيْلِ عَاشِقِهِ وَمِن آمالِهِ

داني المزار يروع قلبي صدُّه … يَا قُرْبَ شُقَّتِهِ وَبُعْدَ مَنَالِهِ

كيْفَ الخَلاَصُ لِمَنْ تَقَسَّمَ قَلْبُهُ … ما بين بدرِ المُنحنى وغَزاله

بالله يا ريح الشمالِ رسالة ً … فسواكِ لم أركن إلى إرسالهِ

قولي لتيَّاهِ الشمائلِ لم يزلْ … بيدي لنا مللاً بشرعِ مِطالهِ

عان التعطُّفِ حين تبصر عانياً … وإذا ظفرت بوالهٍ بك والهِ

يَجْنِي عَليَّ كَما جَنَى الأَثْمَارَ مَنْ … امَّ ابن يعقوب على إقلاله

لولا التقى وهو الذي وهب التقى … لَعَبدْتُهُ وَعَبَدْتُ حُسْنَ خِلاَلِهِ

وَجْهٌ تَغارُ الشَّمْسُ مِنْهُ إذَا بَدَا … وتودُّ لو طبعت على أمثالهِ

متهلل القسمات يؤذن بالرِّضا … وَجْهُ الكَريمِ يبِينُ عَنْ أَفْعَالِهِ

سَمَتِ العُلَى عِشْقاً لَهُ وَدَنَا لَهَا … متواضعاً فتمنعت بوصالهِ

إن رمت مجداً فاستدل بفعله … أَوْ رُمْتَ رُشْداً فاسْتَفِدْ بِمَقَالِهِ

أَوْ حَارَبَتْكَ صُرُوفُ دَهْرِكَ فاسْتَتِرْ … بحماه منها واعتصمْ بحبالِهِ

أَوْ شِئْتَ تَلْقَى البَحْرَ عِنْدَ هِياجِهِ … فانْظُرْ إلَيْهِ تَجِدْهُ يَوْمَ جِدَالِهِ

يَدْرِي مَقَالَ الخَصْمِ قَبْلَ سَماعِهِ … لكلامه فيجيبُ قبلَ سؤالهِ

لِمُحَمّدٍ في المَجْدَ مُعْجِزُ سُؤدَدٍ … عَجِزَتْ بِهِ الأَيّامُ عَنْ أَمْثَالِهِ

بمبخلٍ في عرضهِ وذمامهِ … سَمْحِ اليَدَيْنِ بِجَاهِهِ وَبِمَالِهِ

مغضٍ عن الفحشاء يشفع حلمُه … حِذْقُ الذكيِّ بِغَفْلَة ِ المُتَبَالِهِ

وَيُمَارِسُ الدُّنْيَا بِهِمَّة ِ مَنْ يَرى … أيامهاشرفاًلوقعِ نصالهِ

أنى التفتُّ رأيتُ من إحسانِهِ … أثراً مُشاهدَة ومن إجمالهِ

مَنْ مُقْتَدٍ بِكَمَالِهِ أَوْ مُهْتَدٍ … بِجَلاله أَوْ مُجْتَدٍ لِسُؤَالِهِ

اللّيْثُ بَيْنَ أَمَامِهِ وَوَرَائِهِ … والبَحْرُ بَيْنَ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ

أَعَطَى بَنِيهِ حُسْنَ سِيرتِهِ التي … عَنْ وَالِدَيْهِ فاعْتَجِبْ لِفَعالِهِ

شَهِدَتْ مَنَاقِبُ آلِه في مَجْدِهِ … معنى مناقب مجدهِ في آلهِ

مِنْ مَعْشَرٍ يُهْدَى الدَّلِيلُ بِنُورِهِمْ … وَيَضِلُّ رُشْداً عَنْ طَرِيقِ ضَلاَلِهِ

وإذَ اسْتَعَنْتَ بِهِمْ عَلى كَيْدِ العِدا … نهضوا بأبطالٍ على إبطالِهِ

جلسوا على الفلك المحيطِ ودُونَهُم … هذا الزمانُ بشمسهِ وهِلاله

مِن كُلِّ مَنْ يَلْقَاكَ قَبْلَ لِقَائِهِ … ما شاء بل ما شئت من أفضَالِهِ

تتأخرُ القُبُلاتُ عن أقدامِهِ … من هيبة ٍ فتؤمُّ تربَ نعالهِ

مستغرق بالله يظهر بعضهُ … للعالمينَ ظهور طيفِ خيالهِ

لَوْلاَ مَهابتُهُ التي ثَنَتِ الوَرَى … عَنْ قُرْبِهِ صَلُّوا على أَذْيَالِهِ

لا يعرف الفحشاء لا عن ركَّة ٍ … بل عن تكرمهِ وعن إهمالهِ

أَغْنَاهُ عَنْ وَصْفِ الشَّجَاعَة ِ نُبْلُهُ … لا عَاجِزٌ ما رَامَ في إهْمَالِهِ

ولمن يحاربُ في الأنامِ بأسرهِمْ … عُتَقاءُ رأْفَتِهِ وَبَعْضُ عِيَالِهِ

هيهات يبلغ وصفه مدح ولو … أَفْنَى البَليغُ الجُهْدَ في أَفْعَالِهِ

يا من لهم همم تفلُّ شَبا الظُّبي … ظبة ُ الحسامِ بحدِّه وصقالهِ

خذ شهرك الآتي بهجة ِ عالمٍ … بنهاية الأقبال في إقبالِهِ

شهراً حويت ثوابه وحكيت ما … في حُسْنِ مَقْدَمِه وَشِبْهِ هِلالِهِ

وقرنتهُ بالبرِّ في شعبانِهِ … وبه يكون الزَّادُ في شوَّالِهِ

لو لم يؤمل عوده لك ثانياً … لَمْ يَرْضَ مِنْكَ بِبَيْنِهِ وَزَوَالِهِ

خذ بنتَ ليلتها ومهّد عُذر مَن … لَمْ يَسْتَفِقْ لِلنَّظْمِ مِنْ أَشْغَالِهِ

مصفي الوداد يعدُّ بأسك قوة ً … ويعدُّ ذكرك فرصة في فالِهِ

بصفاتك العُليا محطُّ رجائِهِ … وَبِبَابِكَ الأَعْلَى مَحَطُّ رِحَالِهِ