لَنا صاحِبٌ مِن أَبرَع الناسِ في البُخلِ – جحظة البرمكي

لَنا صاحِبٌ مِن أَبرَع الناسِ في البُخلِ … وَأَفضَلِهِم فيهِ وَلَيسَ بِذي فَضلِ

دَعاني كَما يَدعو الصَديقُ صَديقَهُ … فَجِئتُ كَما يَأتي إِلى مِثلِهِ مثلي

فَلَمّا جَلَسنا لِلغَداءِ رَأَيتُهُ … يَرى إِنَّما من بَعضِ أَعضائِهِ أَكلي

وَيَغتاظُ أَحياناً وَيَشتُمُ عَبدَهُ … وَأَعلَمُ أَنَّ الغَيظَ وَالشَتمَ مِن أَجلي

أَمُدُّ يَدي سِرّاً لِآكُلَ لُقمَةً … فَيَلحَظُني شَزراً فَأَعبَثُ بِالبَقلِ

إِلى أَن جَنَت كَفّي لحيني جنايَةً … وَذلِكَ أَنَّ الجوعَ أَعدَمَني عَقلي

فَأَهوَت يَميني نَحوَ رِجلِ دَجاجَةٍ … فَجَرَّت كَما جَرَّت يَدي رِجلَها رِجلي