لَمْ تُغْنِ مِنْكَ شَمَائِلُ وَفَضَائِلُ – خليل مطران
لَمْ تُغْنِ مِنْكَ شَمَائِلُ وَفَضَائِلُ … وَاسْمٌ بِهِ عُوِّذْتَ يَا تَوْفِيقُ
بَلْ شَاءَ رَبُّكَ أَنْ تَفُوزَ بِقُرْبِهِ … عَجِلاً وَأَخْطَأ قَوْمَكَ التَّوْفِيقُ
هَلْ كَانَتِ الدُّنْيَا مَقَاماً صَالِحاً … لِيُطِيلَ فِيهِ مَكْثَهُ الصِّدِّيقُ
فَادْخُلْ جِنَانَ الخُلْدِ وَامْرَحْ نَاجِياً … مِنْ مَحْبَسِ الدُّنْيَا فَأَنْتَ طَلِيقٌ
اليَومَ تَنْفَعُكَ المَبَرَّاتُ الَّتِي … أَسْلَفْتَهَا وَبِهَا الثَّوَابُ خَلِيقُ
أَمَّا إِقَامَتُك القَصِيرَةُ بَيْنَنَا … فَتَدُومُ ذِكْرَانَا لَهَا وَتَشُوقُ
وَأَحَبُّ مَا يَبْقَى لِخِدْنٍ رَاحِلٍ … عَهْدٌ وَإِنْ شَطَّ المَزَارُ وَثِيقُ
كَمْ بَاتَ مُلْتَاعٌ تَسُحُّ دُموعُهُ … حُزْناً عَلَيْكَ وَفِي حَشَاهُ حُرُوقُ
عُرْسٌ مُدَلَّهَةٌ وَأُمٌّ ثاكِلٌ … وَشَقِيقَةٌ مَحْزُونَةٌ وَشَقِيقُ
وَأَبَاعِدٌ جَزَعُوا عَلَيْكَ وَلَمْ يَكُنْ … لَكَ بَيْنَهُمْ إِلاَّ أَخٌ وَصَدِيقُ
يَا كَوْكَباً سَلَبَ العُيُونَ ضَيَاءَهَا … عَجَبٌ غُرُوبُكَ وَالأَوَانُ شُرُوقُ
أَوْرَثْتَ أُسْرَتَكَ الوَفِيَّةَ حَسْرَةً … رَاعَتْ بِقُسْوَتِهَا وَأَنْتَ رَفِيقُ
هِيَ أُسْرَةٌ بِكَ زِيدَ طَارِفُ مَجْدِهَا … وَالمَجْدُ فِيهَا تَالِدٌ وَعَرِيقُ
فِتْيانُهَا مِنْ خَيْرِ فتْيَانِ الحِمَى … وَعَلَى مِثَالِكَ كُلُّهُمْ مَوْمُوقُ
فَلْيَسْلَمُوا لِبِلاَدِهِمِ فَلَقَدْ غَدَا … عَلَمُ المَنَاقِبِ بِاسْمِهِمْ مَعْتُوقُ