ليلُ الجسومِ إذا ولتْ منازلهُ – محيي الدين بن عربي
ليلُ الجسومِ إذا ولتْ منازلهُ … فإنَّ فجرَ ضياءِ الصبحِ نازلهُ
لذا أتى بالضحى عقيبَ رحلته … ورقبت عند باقيه دلائله
وأضحكَ الروضُ أزهاراً وقدْ رقصتْ … من الغصونِ بأوراقِ غَلائِلهْ
وما تبسمَ إلا كيْ يفرحنا … فلاحَ يانعه إذ راحَ ذابلُهْ
إنَّ التقي الذي في الروض مسكنه … هو الصَّدوق الذي عُدَّت فضائله
كما الشقيُّ الذي في الأرضٍ مسكنهُ … هو الكذوبُ الذي تردى رذائلُهُ
وصاحبُ البرزخِ الأعرافُ منزله … زمتْ لرحلتهِ عنا رواحلهُ
اليسرُ شيمة ُ ذا والعسر شيمة ُ ذا … لولا عطاءُ الغني ما نيلَ نائله
منهُ تعالى وما كانتْ مقالة ٌ منْ … قد كان منطقه عيناً يقابله
كان التولي له من أصلِ نشأته … فمنْ تولى تولتهُ أباطِلُهُ
من نازعَ الحقَّ في شيء يكون له … فلن ينازعه إلا مقابله