لو كنتُ دانيتُ المودَّة َ قاصيا – مهيار الديلمي
لو كنتُ دانيتُ المودَّة َ قاصيا … ردَّ الحبائبُ يوم بنَّ فؤاديا
علَّمنني غدرَ الهوى وتركنني … أتخيَّلُ العنقاءَ خلاًّ وافيا
أعطين بعدَ النَّوبهارِ خليطهم … حتّى لقينَ به سهيل يمانيا
وسبقنَ طيَّتها الشّمال كأنّما … خلَّفنها خلفَ الأيانقِ حاديا
وطلعن في ليلٍ يضلّ وسكرة ُ ال … تَّفريق توهمينه نورا هاديا
وعددنَ أيام الشبابِ كواملا … ونظرنَ آرام الصريم جواريا
وثنينَ أجيادا ترينك أنّه … من أجلها تسمى النساءُ غوانيا
متكلِّمات بالأنامل أبرز ال … جاديُّ عاطلها لعينك حاليا
من كلِّ مفهمة ٍ ولم تنطقْ ولم … أنصتْ ولكن كنتُ عنها واعيا
عنهنَّ صنْ نفسا فأكرمُ عاشقٍ … من عزَّ مقتربا وأسمح نائيا
واحذرْ مداجاة َ العذول فربّما … أشعرته جلدا فظنَّك ساليا
بيني وبين الصبر أنِّي ذاكر … أيامَ كان الهمَّ قلبي ناسيا
أدمي بسنِّي أخرياتِ أناملي … نظرا إلى زمنٍ طرحتُ ورائيا
ومحاسن آلت مقابحُ عيشتي … ألا تردَّ بهنّ أمس الماضيا
كنَّ الخيالَ وفى لعيني ليلهُ … عرضا فنمتُ له فخانَ لياليا
وعلى َّ للرفقاءِ في طلب العلا … والجاعلين لها الخطارَ مراقيا
نفسٌ مذلّلة ٌ لما عزَّت به … تغذى شميمَ الريح زادا كافيا
ومهنَّدٌ لو رمتُ ماءَ فرنده … تحتَ الهجيرة ِ ظامئا لسقانيا
ومعوَّداتٌ طيَّ كلِّ تنوفة ٍ … ما سار فيها البرقُ إلا كابيا
متعرّفاتٌ بالدماء كأنما … ضفَّرن من عذبِ الرماح نواصيا
وبحيِّ آلِ محمّدٍ إطراؤه … مدحاً وميتهم رضاه مراثيا
هذا لهم والقومُ لا قومي همُ … جنسا وعقرُ ديارهم لا داريا
إلا المحبّة فالكريمُ بطبعه … يجدُ الكرامَ الأبعدين أدانيا
يا طالبيِّيناشتفى من دائه ال … مجدُ الذي عدم الدواء الشافيا
بالضاربين قابهم عرضَ الفلا … عقل الركائب ذاهبا أو جائيا
شرعوا المحجِّة للرشاد وأرخصوا … ما كان من ثمن البصائر غاليا
وأما وسيِّدهم عليٍّ قولة ٌ … تشجي العدوَّ وتبهج المتواليا
لقد ابتنى شرفا لهم لو رامه … زحلٌ بباعٍ كان عنه عاليا
وأفادهم رقَّ الأنام بوقفة ٍ … في الرَّوع بات بها عليهم واليا
ما استدرك الإنكار منهم ساخط … إلا وكان بها هنالك راضيا
أضحوا أصادقه فلمّا سادهم … حسدوا فأمسوا نادمين أعاديا
فارحم عدوَّك ما أفادك ظاهرا … نصحا وعالجَ فيك خلاًّ خافيا
وهبِ الغديرَ أبوا عليه قبوله … نهيا فقل عدوا سواه مساعيا
بدراًوأُحداأختها من بعدها … وحُنينَوقَّارا بهنَّ فصاليا
والصخرة الصّماء أخفى تحتها … ماءً وغير يديه لم يك ساقيا
وتدبَّروا خبرَ اليهود بخيبرٍ … وارضوا بمرحبَ وهو خصيمٌ قاضيا
هل كان ذاك الحصنُ يرهبُ هادما … أو كان ذاك البابُ يفرقُ داحيا
وتفكَّروا في أمرِ عمروأولا … وتفكّروا في أمرِ عمرو ثانيا
أسدانِ كانا من فرائسِ سيفه … ولقلَّما هابا سواه مدانيا
ورجالضبَّة عاقد حجزاتهم … يومالبصيرة منمعينَ تفانيا
ضغموا بنابٍ واحدٍ ولطالما از … دردوا أراقمَ قبلها وأفاعيا
ولخطبُ صفِّينٍ أجلُّ وعندك ال … خبرُ اليقينُ إذا سألتَ معاويا
لم يعتصم بالمكر إلا عالما … أن ليس إن صدقَ الكريهة َ ناجيا
خلع الأمانة فارتدى بمعرَّة ٍ … وسمتْ جباهَ التابعين مخازيا
وأحقُّ بالتمييز عند محمَّدٍ … من كان سامى منكبيه راقيا
وأبُّرهم من كان عنه موقِّيا … حوباءهُ فوق الفراش وفاديا
قسما لقد عظم المصابُ لأنه … أضحى الإمامُ عن الأئمة ثاويا
وبنفسيَ القمران غابا بعده … هذاك مسموما وهذا صاديا
ما إن لقوا إلا غلاظة َ محقدٍ … منهم وقلبا بالضغائن قاسيا
أصلُ التحية َ بالقريب مزارهُ … منهم وأبعثُها تزور القاصيا
وأُجلُّهم عن أن أقول سقاهمُ … غيثٌ تجلّل حيث حلُّوا كافيا
هل يبلُغنَّك يا أبا الحسنَ الذي … جوزيتُ فيك وكا ضدَّ جزائيا
من معشرٍ لمّا مدحتك غظتهم … فتناوشوا عرضى وشانوا شانيا
اسمع لينصفني انتقامك إنهم … بالجورِ راضوني فجئتكشاكيا
لما رأوا ما غاظ منّى شنَّعوا … حاشاك أنِّي قلتُ فيك مداجيا
لا كانَ إلا ميِّتا ميثاقهُ … من سرَّه أن كان بعدك باقيا
والله ينصبُ لعنه وعذابهُ … من قال فيك ومن يقولُ مرائيا
والحقُّ لم أطلب بمدحك شكرهم … فيسوءني أن يجعلوه مرائيا
بالقرب منك يهون عندي منهمُ … من كان برّاً بي فأصبح جافيا
وبرغمهم لأسيِّرنها شرَّدا … لأتبعنْ منها بديئا تاليا
غرّاً أقدُّ من الجبال معانيا … فيها وألتقطُ النجومَ قوافيا
شكرا لصنعك عند فارسَ أسرتي … وبما سلمتَ تفاؤلا وأياديا
وتعصُّبا ومودَّة لك صيَّرا … في حبّك الشيعيَّ من إخوانيا