لو كان سرك للوشاة معرضا – ابن القيسراني

لو كان سرك للوشاة معرضا … لم أغض من دمعي على جمر الغضا

حاشى لودك في الحشى أن ينقضي … ولعهد حبك في الحشى أن ينقضا

ما خاب من أسرت مواقع طرفه … فاستنجد الصبر المحب المبغضا

خفيت على الواشي سرائر وجده … وإن استطار بها الغرام وأرمضا

وسما الرقيب له فأغمض دمعه … صون الهوى في ناظر ما أغمضا

ولربما أجرى غمام جفونه … برق أضاء له على ذات الإضا

وبملتقى الأهواء جؤذر رملة … أقبلت ذاوله عليه وأعرضا

شفع المواعد بالمطال مخافة … أن ينقضي أجل الوصال المقتضى

ألف النوى فقضيت دون لقائه … ليلا تواكبه النجوم مفضضا

حتى إذا نازلت فارس لحظه … ما زلت منه محاربا ومحرضا

في معرك نضيت جفون ظباته … عن أعين كفت الظبى أن تنتضى

يا قاتل الله النصال . . . … حدق الغواني ما أصح وأمرضا

ولكم قصرت بكل قاصر طرفه … منها طراق الليل حتى قوضا

واصلته متسرعا متمتعا … وجلوته متبسطا متقبضا

باتت تنال يدي على رغم النوى … ما يقتضى منه وما لا يقتضى

وإذا سقى فمه الرحيق مقبلا … حيا بتفاح الخدود معضضا

ما اسود في يوم الصدود فإنه … يلقاك في ليل التواصل أبيضا

هذا وكم جاريت في طلق الصبا … سلس القياد وكان صعبا ريضا

عاقرت مبهم عتبه حتى بدت … غرر الرضاء على خلال أبي الرضا

وعلى جلال الدين فرط مهابة … محض الكمال لها الجمال وأمحضا

يزداد من كل السواد تحببا … حينا وما كل السواد مبغضا

كالبحر ما بات الرجاء مناجيا … عنه المنى إلا أطال وأعرضا

إن يهجع الوزراء لم ير عزمه … في الملك إلا ناهضا أو منهضا

أو أعرض الكرماء عنك رأيته … متصديا لك بالندى متعرضا

لو لم يكن لبنانه شيم الحيا … ما أزهر القرطاس منه وروضا

ما أعرض المعنى المعنى حيلة … إلا ثناه مصرحا ومعرضا

يعيي السعاة مراسلا ورسيله … ينضي الطروس مسودا ومبيضا

ما جاش في صدر الملطف صدره … إلا ظننت الجيش قد ملأ الفضا

تنداح دوحة مجده من معشر … ما زال طفلهم وزيرا مرتضى

شرعوا على دين السماح شريعة … حمت المحارم أن تمس وتعرضا

أمرت ونص على ابن أحمد أمرها … فوليت مردودا إليك مفوضا

فأبى ارتياحك دون ذاك حمية … أن يستباح وغيره أن يرفضا

ملك المساعي الغر لا يخشى الوفا … حاشى بناء العز أن يتقوضا

آتاك فرعا منك حلق أصله … يأبى الذي رفع السما أن يخفضا

فانهض بجدك قاطنا أو ظاعنا … واقطع بحدك مغمدا أو منتضى

لا زال عزمك في الحوادث ماضيا … كالسيف مطبوع الغرار على المضا

لهفي على زمن بقربك فاتني … يا ليتني استقبلت منه ما مضى

بل ليت شعري كيف شعري بعدما … نغضت مكامنه لديك فأنغضا

واخجلتا لسبيكة مسخوطة … إن لم تكن جليت على عين الرضا

جاءتك راكضة لو أن عنانها … يندى بهيبتها الحيا أن يركضا

كانت محجبة بفضل قناعها … حتى نضا عنها ارتفادك ما نضا

فعلى علاك تبرجت معروضة … ألا تلفعت الخفارة معرضا

ولئن أسمت الطرف في ميدانه … فلربما سبق المجل فأحمضا

أهدى لها الشرف استماعك فادعت … نسب الرضي نباهة والمرتضى

وحوت بقربك بعد غايات العلا … فقضى لها بالسبق أعدل من قضى