لو شاءَ سارٍ ليلة َ النَّعفِ وقفْ – مهيار الديلمي
لو شاءَ سارٍ ليلة َ النَّعفِ وقفْ … وعارفٌ ينكرُ حقّي لاعترفْ
عهدٌ تفرَّقنا وحلَّقتْ بهِ … فتخاءُ طاحَ هدراً ما تختطفْ
بمزاقٍ منَ العيونِ ما لمنْ … يطلبها فائتة ً إلاَّ الأسفْ
أسهرني ونامَ منْ عاهدني … بنجوة ٍ منْ رغبة ٍ ومنحرفْ
أكلما أستأنفُ ذنباً ظالمي … عفوتُ منْ ذنوبهِ عمّا سلفْ
لو قيلَ سكانُ الحمى وفعلهمْ … بي وفعلهمْ نزا فؤادي ورجف
سلْ بارقاً أذكى الغضا على الغضا … محدِّثاً عنِ الحيا كيفَ يكفْ
أمنْ جفونِ العامريينَ انتضى … أمْ منْ ثنايا العامريّاتِ خطفْ
واسئلْ بغصنٍ منهمُ أشكو الجوى … وثقلهُ إذا مشى يشكو الهيفْ
شككني فيما استقامَ وانثني … ألامهُ أقتلُ لي أمْ الألفْ
عنَّ بهِ النِّيهُ فلو كلَّمهُ … جمالهُ أعرضَ عنهُ وصدفْ
كأنَّهُ لمْ يرَ حقفاً عما … هيلَ ولا بدراً معِ التِّمِّ انكسفْ
لكلِّ شيءٍ آفة ٌ تنقصهُ … إذا انتهى وآفة ُ الحسنِ الصَّلفْ
خبَّرني أنَّي شاكٍ بعدهُ … لواعجَ الشَّوقِن فقالَ وحلفْ
إنْ باحَ بالسِّرِّ لأهجرنّهُ … عاقبْ بغيرِ الهجرِ فالهجرُ سرفْ
ما لحسودس في هواكمْ عابني … لا رامَ رفعَ طرفهِ إلاَّ طرفْ
وناقلٍ إليكمُ ما لمْ أقلْ … أصابهُ اللهُ بذنبِ ما اقترفْ
ياللغواني يجنيّنَ ولي … متى سمحتُ بقيادي للعنفْ
قدْ علمتْ إذا الغرامُ ضامني … أنِّي منهُ بالسُّلِّ أنتصفء
وأنَّني على اللّجاجِ صخرة ٌ … إذا لويتُ عنقي لمْ أنعطفْ
لا تنتهي نفسي انصرافً عنِ هوى … دامَ ولا ترجعُ حينَ تنصرفْ
سمحتُ للدُّنيا بجلِّ أهلها … سماحً غيرِ نادمٍ ولا أسفْ
رأيتهمْ ببخلهمْ وعفَّتي … دوني وذو الغنى وذو الشَّرفْ
لمْ اخشهمْ منْ حيثُ لمْ أرجهمُ … إنَّكَ مالمْ ترجُ شيئاً لمْ تخفْ
كفتني الرِّزقَ يدٌ واحدة ٌ … والنَّاسُ طرّاً واحدٌ منهمْ خلفْ
ما رعتِ الصّضاحبَ عينُ اللهِ لي … فشملُ آمالي جميعاً مؤتلفْ
سيّانَ ما استخلصتهُ منْ سيّدٍ … وما صفَّ منهمُ ومنْ عقَّ وعفّْ
ة جدتُ فيهِ ما طلبتُ عندهُ … فلمْ أجدهُ وهوَ ما عزَّ وكفّْ
لا عدة ٌ تلوى ولا خلقٌُ على اخ … تلافِ ألوانِ الزَّمانِ يختلفْ
وراحة ٌ على مقابضِ الظِّبا … تثقلْ أوْ في بسطة ِ الجودِ تخفْ
يومَ الرِّدى جندلة ٌ وفي النّدى … جندلة ٌ كلتماها ملءَ الأكفْ
انظرءإليهِ تختبرْ ما عندهُ … إنَّ الظَّهاراتِ الرَّقيقاتِ تشفّْ
وجهٌ لبيقٌ بالنَّعيمِ ماؤهُ … وبشرٌ لمْ يغتربْ فيهِ التَّرفْ
ألومُ إلاَّ حاسداً كمالهُ … وحسدُ الشَّمسِ علوٌّ وشرفْ
قلْ لمعارِ المجدِ حائلا … واسماً على إعرابهِ لا ينصرفْ
جارِ أبا القاسمْ أولى خطوة ٍ … تعلُّماًن ودعهُ يجري ثمَّ قفْ
لمْ يتقلدها قصيراً أو قصا … إنَّ العلا حمائلٌ لذي الكتفْ
سمعاً بني عبدِ لرَّحيمِ إنَّها … بناتُ طبعٍ لمْ يدنِّسها الكلفْ
تبعثها في مدحكمْ محبة ٌ … مدحُ الرَّجاءِ غيرهُ مدحُ الشّغفْ
مقيمة ٌ بذكركمْ لمْ تسترحْ … لوطنٍ سائرة ٌ لمْ تعتسفْ
تبيضُّ أوْ خضرّ منْ سطورها … بنورِ أوصافكمُ سودُ الصُّحفْ
ينشرُ منها المنشدونَ بردة ً … أوْ منْ رياضِ الحزنِ عيناءَ أنفْ
يعجبني تسلّثطٌ فيها إذا … قامتْ تعاطى منْ علاكمْ ما تصفْ
تهدي لكمْ في كلّ يوم فرحة ٍ … عيونهاالمستغرباتِ والطُّرفْ
تجولُ رعياً حولَ أعراضكمُ … تحمي منَ العارِ حماها وترفْ
إنْ فاتها عيدٌ فعيدٌ بعده … لكمْ صفايا سلفها والمؤتنفْ
لا يقدحُ لحسَّادُ فيَّ عندكمُ … وفيتكمْ رسومها أو لمْ أوفْ
قلبي مأمونٌ على ودادكمْ … ما دامَ مأمونٌ على الدُّرِّ الصَّدفْ