لو خلق الله وجودا للورى – عبدالغني النابلسي

لو خلق الله وجودا للورى … لكان مثله ومثله افترا

والله ليس مثله شيء كما … قد جاء في القرآن عند من قرا

والوهم في العقول ذاهب إلى … أن الوجود اثنان هكذا جرى

وجود خلق ووجود خالق … هو اشتراك وهو شرك يمترى

وإنما الخلق جميعا عدم … مقدر له الإله قدرا

وكلهم في العلم مفروضاته … وعلمه القديم محلول العرى

وقد تجلى بالتقادير التي … قدرها جميعها فظهرا

منزها مقدسا عنها وعن … جميع ما في العقل قد تصورا

فهو الوجود الحق ظاهر لنا … وباطن عن غيرنا مستترا

لأن غيرنا يرى تقديره … ولا يراه لا رأى ولا درى

وكل تقدير بلا مقدر … هو المحال المحض في عقل الورى

ومن يصور صورة من عدم … فإنه وجودها الذي يرى

لكنها محجوبة عنه بها … والعلم يكشف الذي تقررا

والجاهل المغرور هذا عنده … مستعبد ضل به فأنكرا

ونحن نعلم التقادير التي … قدرها الباري الذي لها يرى

ونحن من جملتها أجمعنا … وهو الوجود الحق ما فيه امترا

وإنه غيب ولا تعرفه … وعجزنا عنه لنا تحررا

فاتبع طريقنا وقل بقولنا … إن رمت شيخنا الكبير الأكبرا