لو حملتْ عتبى الليالي – مهيار الديلمي

لو حملتْ عتبى الليالي … أو سمعتْ قلتُ ما بدا لي

لكنْ عذلا كالنَّصح ضاعت … سلوكه في رقوع بالي

أخطبُ منهنّ ناشزاتٍ … لا يتعطّفن للبعالِ

عواقما لا يلدن إلا … ما عقّ قلبي وعزَّ حالي

ما لزماني على احتشامي … في بسطهِ الجورَ لي ومالي

لو شاء ممّا احتملتُ منه … أخجله كثرة ُ احتمالي

ولم يكن لي إلا صديقاً … لو فطن الدهرُ للرجال

عشْ واحدا أو فمتْ ولمّا … يعرك بجنبيك حبُّ قالي

ولم تردْ فعلة ً أجاجا … تشرَعُ من قولة ٍ زلالِ

عرفتُ نفسي وما أعادي … فهو سواء وما أوالي

وقاد قلبي ألاّ أبالي … قلّة َ إنصافِ من أبى لي

ماليَ من صاحبيَّ إلاّ … من لم أرعه ثلمَ مالِ

وأرخصُ الناس بي سماحا … من أنا في حبّه أغالي

لامتْ على جلستي فظنَّت … خيراً بمطرورة ِ النصالِ

رأت سيوفا ولا مضاءٌ … وراءَ ما راق من صقالِ

وأنكرت صونى القوافي … عنهم وفي بذلها ابتذالي

لولا ابن عبد الرحيم يُصغي … ما وجد الشعر من مقالي

نشاطه للوفاء أضحى … نشطَ لساني من عقالِ

داوى بتأنيسه نفاري … طبٌّ بأدوائهِ العضالِ

أكسبه الحمدَ بين ثاوٍ … من أثرٍ في العلا وخالي

ببنت شمس وبنت مال … تهتز ميلا من الهزالِ

فطنّبوا مائلاتِ أزر ال … حبى وأرخوا سجفَ الحجالِ

بيضُ البنى والوجوهِ سودُ ال … قدورِ حصّاً حمر اللآلي

من حاضري البدوِ لم تدسهم … في البدو مستافة ُ الرمالِ

ولم يسمهم هجرُ انقلاب ال … جنوبِ منهم إلى الشَّمالِ

كلُّ طويلِ النِّجادِ زلَّت … عنه فضول البرد المذالِ

يوضحُ في الترب أخمصاه … ما ترسم الخيلُ بالنعالِ

إن قصَّر السيفُ عن ضريب … أرفده بالخطى الطّوالِ

أبناءُ كسرى نشرتَ مجدا … ما أدرجت منهم الليالي

واليوم عن ملكهم حديثٌ … ينبي بأيّامه الأوالي

بنوا على العدل كلَّ شيء … فانتخبوه يومَ اعتدالِ

خمصُ الربى عنده بطانٌ … وعاطل الروض منه حالي

ما مطلتْ أرضها سماء … فهو شفاءٌ من المطالِ

قابلْ به الفطرَ خيرَ آت … يلقاك ثوباهما وتالي

ذا نعمة لا أخاف فيها … عليك إلا من الكمال

قلت لقومٍ خفوا وبنتم … بيِّنة الرشد في الضلالِ

لا تعجبوا والدجى بهيمٌ … أن شدخت غُرّة الهلالِ

غضُّوا له حاسدين زرقا … فالحكل في مقلة الغزالِ

حطَّهمُ وارتفعت عنهم … أنّك خاطرتَ في الكمال