لم يَتَّفِقْ مما جَرَى في المركبِ – أحمد شوقي

لم يَتَّفِقْ مما جَرَى في المركبِ … ككذبِ القردِ على نوحِ النبي

فإنه كان بأقصى السطحِ … فاشتاقَ من خفته للمزحِ

وصاحَ: يا للطير والأسماكِ … لِموْجَة ٍ تجِدُّ في هَلاكي

فَبعثَ النبي له النسورا … فوجَدَتْه لاهياً مسرورا

ثم أتى ثانية ً يصيحُ … قد ثقبتْ مركبنا يا نوحُ

فأَرسَل النبيُّ كلَّ مَن حَضرْ … فلم يروا كما رأى القرد خطر

وبينما السَّفيهُ يوماً يَلعبُ … جادَتْ به على المِياهِ المركبُ

فسمعوه في الدُّجى ينوحُ … يقولُ: إني هالكٌ يا نوحُ

سَقطْتُ من حماقتي في الماءِ … وصِرْتُ بين الأَرضِ والسماءِ

فلم يصدقْ أحدٌ صياحهْ … وقيلَ حقاً هذه وقاحَهْ

قد قال في هذا المقامِ مَن سَبَقْ … أكذبُ ما يلفي الكذوبُ إن صدق

من كان ممنواً بداءِ الكذبِ … لا يَترُكُ الله، ولا يُعفِي نبي