لمن طللٌ بلوى عاقلِ – مهيار الديلمي

لمن طللٌ بلوى عاقلِ … عفا غير منتصبٍ ماثلِ

تشرَّفَ يصغي لأمر الرياح … وإمّا إلى واقفٍ سائلِ

تنكّرت العينُ ما لا تزا … ل تعرفُ من ربعه الآهلِ

بدائدُ من قاطني الوحش فيه … بدائلُ من أنسه الراحلِ

وقفتُ به ناحلاً أجتدي … شفاءَ سقاميَ من ناحل

مشوقين لكنَّه لا يلام … ولا يُرتجى الجودُ من باخلِ

وأدرى ولم يدر ما نابه … وتنجو الغباوة بالجاهلِ

أكنتَ مع الركب طاوين عنه … مطا كلِّ مطّردٍ جائلِ

له من ثرى الأرض ما لا يمسّ … سوى مسحة ِ الغالطِ الغافلِ

كأنّ يديه تبوعان شوطا … ظليمِ أهبتَ به جافلِ

ترى البدرَ راكبه قاطعا … به فلكَ العقربِ الشائلِ

وفي الحيّ مختلفاتُ الغصو … ن من مستوٍ لك أو مائلِ

ومن جائرٍ ليتَ ما قبله … تعلّم من قدّه العادلِ

تنابلن بالحدق الفاتنات … وفي كبدي غرضُ النابلِ

أأصحو على النظرِ البابليّ … والخمرُ والسحرُ في بابلِ

تعجَّلتُ يوم اللوى نظرة ً … ولم أتلفَّتْ إلى الآجلِ

فكنتُ القنيصَ لها لا الغزالُ … بعينيَّ لا كفّة ِ الحابلِ

فيا ربّ قلّد دمي مقلتي … بما نظرتْ واعفُ عن قاتلي

هنيئاً لحبِّكِ ذات الوشاح … دمٌ طلَّ فيه بلا عاقلِ

وشكواي منك إلى معرض … وضنُّكِ منّي على باذلِ

وحبى ً لذكركِ حتى لثم … تُ مسلكه من فم العاذلِ

وليل يطالبُ عند الصبا … ح دينَ الغريم على الماطلِ

رددتُ أداهمَ ساعاتهِ … أشاهبَ من دمعيَ السائلِ

وما عند صبري على طوله … ولا فيض جفنيَ من طائلِ

أرى صبغة العيش عند الحسا … ن حالت مع الشعرَ الحائلِ

وأشمسَ شيبي فهل فيئة … تعود بظلّ الصِّبا الزائلِ

عزفتُ سوى علقٍ بالوفا … ء لم يك عنه النهي شاغلي

وقمتُ على سرف الأربعي … ن آخذُ للحقّ من باطلي

يعيب عليَّ الرضا بالكفافِ … سريعٌ إلى زرقه الفاضلِ

وهان على عزّتي ذلُّهُ … هوانَ الفصيل على البازلِ

ويحسُدني وهو بي جاهلٌ … ومن لك بالحاسد العاقلِ

نصحتك خالفْ فإن الخلافَ … دليلٌ ينوِّه بالخاملِ

وما لم تكن ذا يدٍ بالعدوّ … فخالف عدوَّك أو خاتلِ

فإما كفى العامُ أو نم له … وراقب به غدرة القابلِ

وإياك وابنَ العلاء الجديدِ … ونعمة َ مستحدثٍ ناقلِ

إذا أبصر العقل في قسمة ٍ … تعجّب من غلط الكائلِ

حريص على الزاد حرصَ الذئاب … فيا خبث الطُّعمِ والآكلِ

رأى نزقة ً وادعى طربة ً … فلم يحتشم ذلَّة َ الواغلِ

يروم ابنَ عبد الرحيم الرجالُ … ولا يلحق الرِّدفُ بالكاهلِ

ويرجون ما ناله والكعو … بُ منحدراتٌ عن العاملِ

ولما وزنتَ بأحسابهم … وأحلامهم زنة َ العادلِ

رجحتَ وشالت موازينهم … فثاقلْ بمجدك أو طاولِ

رأيت السماحة َ وهي الخلو … دُ للذكر والعزَّ في العاجلِ

فقلتَ لمالك لا مرحبا … بميسرة ٍ في يديْ باخلٍ

ولولا سموُّ الندى ما علت … يدُ المستماحِ يدَ السائل

فمن كان يوما له مالُه … فأنت ومالك للآملِ

ورثتَ الفخار فأعليتَ فيه … وجاءوه من جانبٍ نازلِ

وأنّ مماشيك في المكرمات … لحافٍ يجعجع بالناعلِ

وكنتَ متى خار عرضٌ فخا … فَ من قائلٍ فيه أو قابلِ

نجوتَ بعرض عن المخزيا … تِ أملس من عارها ناصلِ

وربَّ مغرِّرة ٍ بالألدِّ … لجوجٍ على فقرة القائلِ

فلجتَ بها قاطعا للخصوم … وقد فُضَّ عنها فمُ الفاصلِ

ويومٍ تردُّ الحكوماتُ فيه … إلى طاعة المخذمِ القاصلِ

وأزرقَ ظمآن لا يستشير … إذا عرضت فرصة ُ الناهلِ

يغادر نجلاءَ مفروجة ً … كمنفجة ِ الفرسِ البائلِ

إذا لم يجارِ السنانَ اللسانُ … فما شرفُ المرء بالكامل

وما ابنك في المجد إلا أبوه … إذا نسبَ الشِّبلُ للباسل

شبيهك حمّلته المكرماتِ … فلم يك عنهنّ بالناكلِ

وأبصرتَ فيه وليدا مناك … وقد يصدق الظنُّ بالخائلِ

وقام بأمرك في الوافدين … قيامَ وفيٍّ بهم كافلِ

ولا تنجب الشمسُ ما طرَّقت … بأنجب من قمرٍ كاملِ

فبورك نسلا وأترابه … بنوك وبوركتَ من ناسلِ

وخافتك فيهم عيونُ الزما … ن من قاصدِ السهم أو جائلِ

وشرّ التحاسد فهو الذي … أدبَّ الضغائنَ في وائل

وما دام يبقى أبو سعدهم … فما نجم سعدك بالآفلِ

حملتم منايَ على ثقلها … وليس الكريمُ سوى الحاملِ

بأقوالكم وبأفعالكم … وما كلّ من قال بالفاعلِ

وللودّ يخلطني بالنفو … س أحظى لديَّ من النائلِ