لما قرأتُ كتاباً ليسَ في سيرِكْ – محيي الدين بن عربي

لما قرأتُ كتاباً ليسَ في سيرِكْ … علمتُ أني جهلتُ الأمر من خبركَ

إنْ كان جودُك قد عمَّ الوجودَ فما … في الكونِ حرفٌ تراه ليسَ في سيركْ

أنت الوجودُ فما في الكونِ غيركمُ … أما وجودُك أو ما كان من أثرِك

فالكلُّ أنتَ ومنكَ الأمرُ أجمعُهُ … إليكَ مرجعهُ في الآي من سورِكْ

إن كنت عينكمُ ولم أكن فأنا … بكلِّ حالٍ لنا ما حلت عن نظرك

بنا وصفتَ كما بكمْ وصفتُ أنا … فقلْ بلى أوْ نعمْ الكلُّ منْ قدركْ

سبحان مَن مجدُه تعنو الوجوه له … والكلُّ هو فلمنْ تعنو على نظركْ

عجبتُ من سبحاتِ الوجهِ يمنعها … سدلُ الستورِ عن الإحراقِ منْ بصركْ

وليسَ يحرقُها أنوارُ وجهكمُ … كذاك ترجم ما أودعت في زبرك

قل للذي أنتَ في الأكوانِ تطلبه … قدْ خبتَ واللهِ يا مغرورُ في سفركْ

يا ربِّ هذا الذي ذكرتَ قصتهُ … بأنَّ نعمتكمْ نجتهُ في سحركْ

ولمْ أنلْ حكمة ً غراء في سمرٍ … مثل التي نلتها في الليلِ من سمرك

فاحفظ عليَّ علوماً أنت غايتها … واعصم عبيدَك يا الله من غيرك

فقالَ لي منْ وجودي خيركمْ بيدي … وكلُّ ضرٍّ تراهُ فهوَ منْ ضرركْ

ولسرُّ ليسَ إليكمْ هكذا نطقتْ … بهِ النصوصُ وما أدريهِ منْ فطرِكْ