لما رأيتُ وجودي ما رأيتُ عمى ً – محيي الدين بن عربي
لما رأيتُ وجودي ما رأيتُ عمى ً … ولمْ أزلْ في عمى ً منه إلى الأبدِ
إذا يحددني في كلِّ آونة … فلا أزالُ مع الأنفاسِ في كبدِ
كذا أتتنا به الآياتُ ناطقة … بقافٍ وأنزلها في سورة البلد
من فوق سبعِ سمواتٍ منزلة ٍ … على حقيقة ِ ذي روحٍ وذي جسدِ
أتى بها تبلغ الأسماعَ دعوته … عن اذن منزلها ألواحد الصمد
فعندما سمعتْ أذني تلاوتَهُ … بالوهمِ في قبة ٍ قامتْ على عمدِ
مربعُ الشكلِ والأملاكُ تحرسهُ … من كلِّ ذي حسدٍ والكلُّ ذو حسدِ
من جنسهِ فجميعُ الخلقِ تحسدُهُ … من الملائكة ِ العالين بالسَّند
إنَّ الذي تحتَ أرضَ الأرضِ منزلهُ … لمحرقون بنور النجم للرصد
لأنهُ نسخة ٌ من كلهمْ فلهُ … هذا السفوفُ فقلْ خيراً ولا تزدِ
لما رأيتُ لهُ حكماً على جسدي … علمت منه الذي ألقاه في خلدي
لولا تطابقُ ألفاظِ الكتابِ على … عين المعاني لكان الخلقُ في حَيَد
فليس إعجازه إلا نزاهته … عن الأباطل هذا سرُّه وقد
وما سواه فأقوال مزخرفة … ليستْ من الخلاقِ في شيءٍ فلا تعدِ
إن القرآن لنور يُستضاء به … يهدي مع السنة المثلى إلى الرشد
فخذ به صعداً إنْ كنتَ في سفل … وخذْ بهِ سفلاً إنْ كنتَ في صعدِ