لما تألفتِ الأشياء في عدم تبارك الله لا أبغي به عِوضاً – محيي الدين بن عربي
لما تألفتِ الأشياء في عدم تبارك الله لا أبغي به عِوضاً … ولستُ أبرمُ ما قدْ حلَّ أو نقضا
إني عجبتُ لمن بالجهل أعرفه … والعجز غاية من في ذاته نهضا
قدَ حجرَ الشرعُ فكري أنْ يصرفَهُ … في ذاتِهِ فأبى العقلُ الذي فرضا
ما إنْ رأيتُ لهُ مثلاً يعارضُهُ … وهوَ المريدُ وما أدري لهُ غرضا
لما تألفتِ الأشياء في عدم … قامَ الوجود بهِ لعارضٍ عرضا
وهو الوجود كما قامت بأنفسها … لذاكَ ما أبتغي بربنا عوضا
فما ترى جوهراً في الكون منفرداً … على اختلافٍ ولا جسماً ولا عرضا
إلا وذاكَ الذي عاينتَ صورتَه … فمنْ بهِ مرضٌ قدْ زدتُهُ مرضا
كذا أتت في كتابِ الله آيته … فلمْ تقلْ غيرَ ما قدْ قالهُ ومضى
فليس يظهره في عين مبصره … إلا الغمامُ إذا برقٌ بهِ ومضا
بذا أتى نصهُ إنْ كنتَ ذا نظرٍ … والكشفُ أعطى الذي قد قلته وقضى
طهَ ويسُ لا تعربهما فهما … منَ الذي أبهمَ النبراسُ حينَ أضا
يا عابدَ الفكرِ لا تسلكَ طريقتنا … هذي بحورٌ بلا سيفٍ لها وأضى
إنَّ القرآن لنورٌ يُستضاء به … وزاد رجساً قليبٌ زاده مضضا