لما تألفتِ الأشياء بالألف – محيي الدين بن عربي
لما تألفتِ الأشياء بالألف … أعطاكَ صورتَهُ في كلِّ مؤتلفِ
فأحرفُ الرقمِ والألفاظِ دائرة ٌ … ما بين مؤتلفٍ منها ومختلف
وإنْ تمادتْ إلى ما لا انقضاء لهُ … فإنَّ مَرجع عقباها على الألف
لولا تألفها وسرُّ حكمتهِ … لمْ تدرِ أمراً ولا نهياً فقفْ وخفِ
وفي أوامره إنْ كنت ذا بصر … سِرٌّ عجيبٌ ولكن غير منكشفْ
لا يأمرُ اللهُ بالفحشاءِ وقالَ لمنْ … عصاه وعداً له فاركضْ ولا تقفْ
وليس يبدو الذي قلناه من عجب … في أمرِ أمرهمُ إلا لمعترفِ
يا رحمة ً وسعتْ كلَّ الوجودِ فما … يشذُّ عنها وجودٌ فاعتبر وقِف
ولا يرى اللهُ في شيءٍ يعنُّ لهُ … مما لهُ عنَّ إلا صاحبُ الغرفِ
أوْ منْ يجودُ إذا أثرى بنعمتهِ … أوْ منْ يكونَ من الرحمنِ في كنفِ
لذا أقام له عذراً بما صدرت … أوامر منه في القربى وفي الزلَف