لله دَرُّ رجالٍ ما لهم دولٌ – محيي الدين بن عربي

لله دَرُّ رجالٍ ما لهم دولٌ … وهم يقيمون ما في الدهر من دول

لهم عنت أوجه الأملاك ساجدة … ومالهمْ أربٌ في علة ِ العللِ

لأنهم عينهُ ومنْ يكونُ على … ما قلتهُ فلهُ التصريفُ في المللِ

لمَّا تفكرتُ فيما اختصَّ بي وبهمْ … رأيتهم عينَ نفسِ الحقِّ في الأزل

لقد رأيتهمُ والعين تصحبهم … على محجتهم في أقوم السُّبُل

لبيتهم حين نادوني على كَثَب … أنا المشرعُ ما في الكونِ من نحلِ

لو كان لي غرضٌ في نسخ ما شرعوا … لما عجزتُ ولكن حكم ذلك لي

لي كل ما شئتُ أخفيه وأظهرُه … من العماءِ إلى الأركان في السفل

لدورتي أوجدَ الأدوارَ في أكرٍ … منَ الهلالِ إلى البيضا إلى زحلِ

لعبت بالدهرِ دهري في تصرُّفه … ولو تصرَّفَ غيري كان ذا ملل